التنمية إرادة إدارية شاملة لكل مناحي الحياة.. هذا ما يراه ناصر المطيري

زاوية الكتاب

كتب 505 مشاهدات 0


النهار

خارج التغطية  -  بعد ستاد جابر هل نرى المدينة الجامعية؟

ناصر المطيري

 

ما شاهدناه وتابعناه من زخم اعلامي كبير للاحتفال بافتتاح ستاد جابر هذا المعلم الذي أصبح «أثريا» قبل افتتاحه نتيجة تأخر انجازه وتعثره وما صاحبه من جدل، هذا الصخب الاعلامي المبالغ فيه جعلني أستذكر مشروعا شقيقا له بل هو -في رأيي- أهم منه بكثير.. انه مشروع «الحلم الغائب» مشروع المدينة الجامعية في الشدادية.
ففي عهد المغفور له باذن الله الشيخ جابر الأحمد الصباح وفي السادس عشر من فبراير سنة 2005 تم الاحتفال بوضع حجر الأساس للمدينة الجامعية في الشدادية، ولم توضع في المشروع طوبة واحدة لغاية سنة 2009 حيث تم الاحتفال مجددا بتأسيس المدينة الجامعية، وبدأ العمل بطيئا مترددا، مع جملة من الأوامر التغييرية، تخللت ذلك حوادث حرائق طالت جوانب من المشروع خلال السنوات الماضية، الى أن أعلنت الحكومة عن أن موعد الانتهاء من المشروع سيكون بحلول عام 2020م.
الارادة الحكومية والسياسية التي أصرت على انجاز ستاد جابر وجعلت منه تحديا للانجاز والنجاح عليها أن تثبت أن هذا التحدي والنجاح ليس مجرد ردة فعل سياسية بل هو نهج حكومي جاد نحو التنمية الشاملة، ولايؤكد ذلك الا أن يستمر هذا العزم في تحقيق الارادة الحكومية في الاسراع بانجاز مشروع مدينة صباح السالم الجامعية، فالتعليم ليس أقل أهمية من الرياضة واللعب بل هو الأساس..
وبالمقارنة بانشاء مدن جامعية في الخليج نجد أن انجازها لم يتجاوز ثلاث سنوات، ومنها على سبيل المثال مدينة الملك عبدالله الجامعية في جدة حيث تم وضع حجر الأساس لها في أكتوبر عام 2007 وافتتاحها كان في سبتمبر عام 2009، كذلك الحال في جامعات كبيرة تم انشاؤها في دولة الامارات العربية المتحدة وقطر.
أن نحتفل بستاد رياضي في وقت تغيب فيه الرياضة فهذه مفارقة كبيرة، ويقابلها أيضا أن تغيب وتتأخر المدينة الجامعية في وقت يتوزع أبناؤنا الطلبة على «دكاكين جامعية» في بعض الدول العربية ليجلبوا شهادات جامعية بلا مؤهلات علمية حقيقية فهذه مفارقة كبيرة وتناقض عظيم.
التنمية ليست ردة فعل أو تحدياً وقتياً، أو في مجال معين، بل ان التنمية ارادة ادارية شاملة لكل مناحي الحياة في المجتمع وفي طليعتها التنمية التعليمية والتربوية.

النهار

تعليقات

اكتب تعليقك