لا نهاية للتاريخ سوى بتحقيق المجتمعات الإنسانية العادلة.. كما يرى وليد الرجيب
زاوية الكتابكتب ديسمبر 21, 2015, 12:03 ص 718 مشاهدات 0
الراي
أصبوحة - شرعنة الشرور
وليد الرجيب
مع اقتراب نهاية العام 2015، لم تلح في الأفق بارقة سلام عالمي أو غير عالمي، بل على العكس تماماً فالشرور والكراهية والحروب والقتل والدمار، ارتفعت وتيرتها وسادت أجواء الفوضى وعدم الأمان، فهل هو عام شؤم؟ أم إن المصالح طغت على المبادئ البشرية؟
فباسم كل ذرائع المنطق تمت شرعنة هذه الشرور، وكأنها لوثة بشرية أصابت كل شيء، ولوثت ما تبقى من نقاء عند الإنسان، وشوهت كل ما هو جميل فيه، فلا يمكن نفي منطق المؤامرة والتواطؤ بالمطلق، من أجل المصالح والنفوذ والزعامة ونهب ثروات الشعوب، وباستخدام كل الأدوات المتاحة، مثل الدين والعرق والحفاظ على الأمن والاستقرار والديموقراطية.
وفي خضم هذا التكالب المحموم على مناطق النفوذ في العالم بإعادة اقتسامها، خصوصا في مناطق ساخنة كمنطقتنا، تفقد القضايا الرئيسية أهميتها، بحرف نظر شعوبنا عنها، مثل القضية الفلسطينية والصراع الرئيسي مع العدو الامبريالي والصهيوني والأنظمة الديكتاتورية، أي صرف النظر عن الصراع الطبقي.
فكيف غُيبنا ببساطة عن قضايانا المبدئية؟ وعن رسالة الإنسانية وعن رسالة الفلسفة والأديان لتحقيق السلام والرخاء والمحبة؟ صحيح أن الأخلاق أمر نسبي، ولكن هذا لا يعني استخدام الأخلاق عندما تكون في مصلحتنا، ورفضها عندما تكون عقبة في تحقيق هذه المصالح.
وها هم المتنافسون يضعون أيديهم بأيدي بعض، في سبيل المصلحة المشتركة، حتى وإن أدى ذلك إلى دمار الشعوب وتفتيت البلدان، فروسيا تتفق مع الولايات المتحدة المنافسة الأقوى لها، والحوثيون يتفقون مع جماعات علي عبدالله صالح على اغتصاب الحق الشرعي للشعب اليمني، رغم أن صالح خاض حروبا ضارية ضد الحوثيين قبلها.
فما زال العالم الرأسمالي يفضل سياسة القوة والتواطؤ على سواهما، بزعم إيجاد الحلول لمعضلات الشعوب وأزماتها، فالأنظمة تلقي اللوم على شعوبها، والشعب يقاتل بعضه بعضاً، وتسود الريبة والشك وفقدان الثقة بين الاثنين.
لكن ذلك لا يدعونا للتشاؤم، فالتاريخ ليس مجرد تراكم أحداث، ولا يسير بخط مستقيم، والتاريخ لا يعيد نفسه وإنما يسير بشكل لولبي متصاعد، والواقع متحرك ديالكتيكياً، ولا نهاية للتاريخ سوى بتحقيق المجتمعات الإنسانية العادلة، وهي حلم البشرية منذ بكارتها.
تعليقات