ما نحتاجه اليوم هو التآزر الوطني.. بوجهة نظر ناصر المطيري

زاوية الكتاب

كتب 702 مشاهدات 0


النهار

خارج التغطية  -  أمراض اجتماعية

ناصر المطيري

 

مع كل أزمة يكون ضحيتها البلد وأمنه واستقراره تبرز المشاحنات الاجتماعية بين فئات وطوائف المجتمع كل طرف يكيل الاتهام للآخر، ويتناسى الجميع الخطر الذي يصيب الوطن وتبدأ معارك جانبية بروح الانتقام والتشفي والشماتة بعيداً عن أي حس وطني مسؤول.
هذه أمراض اجتماعية نخرت جسد المجتمع الكويتي الصغير الذي تتجاذبه اليوم مشاعر التخوين والإقصاء والطعن بالولاء، ولكن المؤسف جداً أن هناك من سفهاء القوم وكبرائهم من يغذي هذه الروح النتنة والمشاعر البغيضة من الكراهية الاجتماعية، نعم هناك من يتبجح بطائفيته ويقذف الآخرين بالكفر والخيانة وهناك من يستفز المشاعر الشعبية بممارسات تؤذي الشعور الوطني العام فتسود في المجتمع حالة من التنافر والتخاصم الاجتماعي.
هذه الحالة التي نعايشها اليوم من مشاعر التخاصم الاجتماعي مردها إلى قصور في جانبين الأول أخلاقي والثاني ثقافي، وبالنسبة للجانب الأخلاقي يمكن أن نلحظه في بعض الممارسات السياسية لبعض السياسيين وما يتلفظون به من وقاحة القول دون استشعار لأدنى مسؤولية عندما تقع حادثة ارهابية أو جريمة كبيرة تهز المجتمع حيث تتعالى أصوات المتكسبين سياسياً وانتخابياً في الدفاع عن الفئات والطوائف التي ينتمون لها وفي المقابل  يضربون فئات اجتماعية أخرى فيتفشى شعور الكراهية اعلامياً وعبر مواقع التواصل الاجتماعي. 
الجانب الثقافي لمشكلة التخاصم الاجتماعي يكمن في القصور من جانب النخب المثقفة الواعية في تبصير الناس بتقديم الوطن أمنه ومصالحه فوق كل اعتبارات فرعية ونبذ كل الصراعات الجانبية مع كل حادثة تقع في البلد.. هذه السلبية من النخب الثقافية تترك المساحة خالية لمرضى القلوب أن يلعبوا في ساحة الوطن ويعبثوا بوحدته واستقراره. 
ما نحتاجه اليوم في هذه الظروف العصيبة هو التآزر الوطني ونشر روح المحبة لتصبح الكويت مظلة أمن واستقرار للجميع.

النهار

تعليقات

اكتب تعليقك