عن حصاد العام الموشك على الرحيل.. يكتب وليد الرجيب
زاوية الكتابكتب ديسمبر 25, 2015, 11:32 م 647 مشاهدات 0
الراي
أصبوحة - الحصاد
وليد الرجيب
في نهاية كل عام ميلادي، يراجع الإنسان ما مضى منه، ماذا كسب وماذا خسر، وما انتصاراته وهزائمه، وهل مر العام المنصرم وأضاف لعمره شيئاً غير تراكم الزمن، الذي سيقوده للنهاية المحتومة، وبأي شكل مر هذا العام على العالم، ماذا أضاف للعلم والتقدم والسلام ورخاء الشعوب، إذ لا يوجد عام يشبه الآخر، ولا يوجد عام ينتهي ويكون خارج التاريخ، ولكن كيف سيُكتب؟ هل بإنصاف أم بتزوير وتحوير؟
ماذا حصدنا في عام 2015 كبلد ومجتمع كويتيين؟ ما مكتسباتنا المضافة؟ سياسيا واقتصادياً واجتماعياً وثقافياً، ونحن نرجو لأبنائنا وأحفادنا مستقبلاً مشرقاً، لا ظلم فيه ولا تعسف، بل مليئاً بالسعادة، فنحن اكتفينا من هذا العالم المجحف والجحود، ونريد لأبنائنا حياة أكثر عدلاً وحرية.
هذا العام الموشك على الرحيل، يحتاج إلى مجلدات لتسجيل أحداثه والمشاعر التي تركها، إيجابية وسلبية ومحايدة بليدة، لكن مع ذلك لا يمكن أن نضع اللوم على السنوات والأيام وأياً كانت قياسات الزمن، فالزمن فقط يمر عابراً ليصبح الحاضر ماضياً، الذنب ذنب الإنسان صانع قدره وخالق ظروفه، فالزمن ليس ظالماً أو منصفاً، فهذه صفات الإنسان، والزمن لا يقوم بالتخريب أو الإنجاز، هذه من أفعال البشر.
ماذا حصدنا في عام 2015 من أفعال البشر؟ حصدنا إيغالاً وتعميقاً للأزمة السياسية، ومزيداً من التضييق على الحريات، ومزيداً من الانفراد بالقرار، ومزيداً من القوانين المقيدة للحريات، وضربا للتجربة الديموقراطية ومكتسبات الشعب، بفرض قانون انتخابي يستند إلى الصوت الواحد، والعبور على مواد الدستور، وإسكات صحف وقنوات فضائية واغلاقها، وسجن معارضين سياسيين ومغردين بأحكام مغلظة، وزيادة الشروخ بين مكونات المجتمع وطوائفه، والتضييق على مؤسسات المجتمع المدني، وماذا بعد؟
في هذا العام تم هجوم شرس على المكتسبات الاجتماعية، والاتجاه إلى الاجراءات النيوليبرالية المجحفة، من خلال قرارات الخصخصة، وفرض ضريبة مباشرة على السلع، وزيادة الرسوم على الخدمات، وزيادة معدلات البطالة، وارتفاع أسعار السلع بما فيها الغذائية، وإلغاء الدعومات عن المواد الغذائية وغيرها، وماذا بعد؟
وفي هذا العام تحولت بلادنا إلى ساحة للجرائم الإرهابية، فتم قتل مواطنين أبرياء أثناء صلاتهم، من خلال تفجير مسجد الإمام الصادق، واكتشاف خلايا نائمة تمول الجماعات الإرهابية بالمال والسلاح، واكتشاف خلايا تمتلك ترسانة من الأسلحة المتطورة، التي تستهدف أمن واستقرار الكويت، وماذا بعد؟
كذلك تتعرض بلادنا للتدخلات والابتزاز الإقليمي، ووجود ولاءات بعيدة عن الولاء للوطن، وماذا بعد؟
يا له من حصاد لسنة واحدة، فالإنسان يحصد ما يزرعه.
تعليقات