في تفسير هجرة الشباب من القطاع الخاص إلى القطاع الحكومي.. يكتب محمد الشيباني
زاوية الكتابكتب ديسمبر 26, 2015, 11:23 م 672 مشاهدات 0
القبس
هجرة الكويتي..!
د. محمد بن إبراهيم الشيباني
الهجرة في الأصل خروج المواطن من بلده، الذي ظُلم فيه ولم يحقق له أحلامه وحاضره ومستقبله، إلى بلد آخر يرى تحقيق ذلك هناك، بل وتقديره واحترامه وإعطاءه كل حقوقه.
ولكن حديثي اليوم ليس عن الهجرة، وإنما عن الشباب الكويتي المؤهل، خريج الكويت وجامعات الدنيا، عربيها وغربيها، من القطاع الخاص إلى القطاع الحكومي، لأن القطاع الخاص لم يعد يلبي طموحاته الحاضرة والمستقبلة، وذلك حتى لو قُبل في هذا القطاع، واختير من بين المئات أو العشرات، فإنه يسمع ويرى ممن سبقه في المناصب انك إذا وصلت إلى منصب معين، ومع عطائك وإخلاصك وطموحك لتطوير مكانك ونفسك ولعلو راتبك، فإنك مقال من وظيفتك لا محالة عاجلاً أو آجلاً، وهذا ما نسمعه ونراه، ونحن البعيدون عن هذه الأماكن الخطرة، التي تقطع بك الحبل في منتصف الطريق، وتكسر كل ما تريد تحقيقه لك ولهم، لاسيما إذا أنت حُملت عن طريق هذا المنصب بقروض والتزامات للغير تعد بالآلاف، ماذا سيكون الموقف آنذاك؟
أغلب من حدثني، ونقلت أخبارهم لي، تحدثوا بهذه الحقيقة التعسة، أو قل بالنهاية غير السعيدة، أردت في هذا العجالة أن أضرب مثالاً واحداً فقط. إذا لماذا «الخاص»؟ هذا القطاع ليس اسماً على مسمى بالنسبة إلى هذه الحقيقة الملموسة، وإذا أراد فرسان هذا القطاع أن يذروا الرماد في العيون ليثبتوا للحكومة أنهم مع الكويتي وعون له باختيار بعض من الرقم الكبير منهم لكل شركة، اشترطوا عليهم بعد التوظيف راتباً معيناً أقل من المطلوب تسجيله في التأمينات، وألا يداوموا بعد ذلك إلا حين طلبهم! المهم أن يُسجل اسمهم في الشركة مع الكمية المحدودة لها من العمالة الكويتية، وهناك من الشركات تقوم بأدهى وأمرّ من ذلك من تحايل وخداع وعبث بالقوانين، بل بشبابنا، وتضييع أوقاتهم ومستقبلهم بهذه الألاعيب.
أخذ الوافد نصيبه ونصيب الكويتي المؤهل بالتوظيف في القطاعين الخاص والعام، فنسبة الوافدين أصبحت مفضوحة بالقياس إلى الكويتيين، والكويتيون صاروا وكأنهم وافدون وليسوا مواطنين مستحقين للوظيفة، من دون تفضل أحد عليهم أو تكرم، فهي بلدهم، وهم أولى بها.
يأتي حديثي هذا مع ما كتبته القبس (بتاريخ 25 ــ 12ــ 2015)، تحت عنوان «مواطنون هجروا (الخاص) إلى (الحكومة)»، وأن %90 ممن تقدموا إلى الوظيفة فضّلوا القطاع العام على الخاص، وعددهم 2900 أضيفوا إلى المجموعة المتقدمة، ليصبح الرقم 19500 مواطن مؤهل من دون عمل! والله المستعان.
• حيلة.
ومن حيل القطاع الخاص، إلى جانب حيله الكثيرة تجاه المواطنين، أنه في بعض الشركات والبنوك تكون هناك أعداد الوافدين قد استوفيت، فأسسوا شركة خاصة لهم تحولهم بالحيلة للشركات والبنوك على طريقة «عنبر أخو بلال»! وكل هذه الأفعال للتخفيف من المواطن عندهم.
تعليقات