آباؤنا وأجدادنا لم يكونوا من الفاسدين.. تكتب بهيجة بهبهاني
زاوية الكتابكتب يناير 14, 2016, 12:09 ص 899 مشاهدات 0
القبس
تحت المجهر - لم يكن أجدادنا وآباؤنا فاسدين!
أ.د بهيجة بهبهاني
تتسارع الأحداث من حولنا في البلاد المجاورة وفي العالم، ونحن نبذل قصارى جهدنا لمتابعتها وفهم أسبابها ومعرفة خباياها، والتأكد من صحة مصادرها، وتزداد وطأة تلك الأحداث على نفوسنا، فنشعر بالضياع والثورة على حالنا، خاصة نحن، الجيل الذي عايش ماضي الكويت الجميل الآمن الذي كان يسوده الأمان، وتنتشر به الثقة والأمانة والاحترام بين فئاته المختلفة.. مقارنة بين وضعنا المجتمعي الحالي الذي أصبح فيه الكويتيون -وبفضل التقنيات الحديثة- خليطاً غريباً من الثقافات العربية والآسيوية والغربية، وأصبحنا، نحن الجيل السابق، مجال استهزاء من هذه الثقافات المستجدة على مجتمعنا، وبالطبع فإن التعليم المختلط وأسلوب التربية في المدارس الأجنبية في مراحل التعليم العام من دون متابعة جادة من الأهل هو أحد الأسباب الأساسية لهذا الانحراف المجتمعي للأبناء والأحفاد، فتواجد الجنسين معاً في المدرسة عدة ساعات في اليوم، والخروج في رحلات ترفيهية، والمشاركة معاً في المخيمات، يجعل كلا من الفتى والفتاة يؤمن بالحرية المطلقة، وانه قوي الشخصية لدرجة عدم حاجته الى توجيهات أفراد أسرته أو الى وجوده معهم، ووصلت الأمور اللاسوية أحياناً الى قيام فتيات كويتيات بزيارة اصدقائهن من الشباب في بيوتهم بحجة الدراسة معاً! فكيف بعد هذا التساهل في رعاية أبنائنا وبناتنا لا تزيد نسبة الطلاق في مجتمعنا حتى أصبحت ظاهرة مخيفة؟ حيث إن الفتيات تعودن على وجود الفتيان في جميع مراحل التعليم، ومن ثم بالتعليم الجامعي، وهذا نتيجة حتمية لاختلاط الثقافات الأجنبية مع ثقافتنا العربية الإسلامية وانشغال الآباء والأمهات عن متابعة فلذات أكبادهم ربما جعلهم يحيدون عن جادة الصواب.
إن الحرية التي عشناها في ماضي الكويت كانت حرية مسؤولة، فقد درسنا في جامعة الكويت وكانت مختلطة حينها، ولكن كان هناك فاصل خفي بيننا بسبب التربية الأسرية التي جعلتنا ذكورا وإناثا نلتزم بالأعراف والتقاليد الاجتماعية، والآن مع انفتاح الكويت على ثقافات العالم التي تخالفنا في كل جوانب حياتنا اندفع الأبناء والبنات في هذا الطريق، فهم يعتقدون أن تلك الثقافات هي الحضارة والرقي.. إننا -الجيل القديم- نفتخر بانتمائنا حتى الآن لماضي الكويت، فلم يحدث فيها ما يحصل الآن، ولله الحمد فآباؤنا وأجدادنا لم يكونوا من الفاسدين.
تعليقات