لماذا تخلف عالمنا العربي بينما تتقدم دول العالم الأخرى؟!.. صالح الشايجي متسائلاً

زاوية الكتاب

كتب 1705 مشاهدات 0


الأنباء

بلا قناع  -  لا!!

صالح الشايجي

 

لماذا تخلف عالمنا العربي بينما تتقدم دول العالم الأخرى؟

هذا السؤال موجبات طرحه كثيرة وتتداوله الألسن كثيرا.

وشواهد التخلف تصعب على العد. وليته كان تخلّفا سلميا، ولكنه - وللأسف - تخلّف مصحوب بالدم والدمار والخراب.

وفي كلّ بلد عربي - الا استثناءات قليلة - شواهد على هذا التخلف.

عندنا هنا في الكويت - ونحمد الله أنه تخلّف سلمي - وفي العراق شواهد التخلف تصرخ بالدم والموت والفواجع المتكررة والمواكب السوداء مرفوعة الرايات على الدوام.

سورية تمزقت وباتت بابا الى جحيم الدنيا، ولبنان زهرة العرب صارت كالعرجون القديم، عجفت وتهالكت وتهتكت أستارها من كل صوب.

ومصر يتربص بها الأشرار كل حين لا يريدون لها أن تهدأ ولا أن تمضي إلى الأمام.

وليبيا صارت نار الله الموقدة المستعرة والتي تسأل هل من مزيد.

دول كاملة بجيوشها وثرواتها وقوائمها، اختطفت من قبل حفنة أشرار وقطاع طرق.

لست في صدد تعداد أشكال البلاد العربية وأحوالها التي باتت عليها، ولكنما أحاول فهم أسباب ما جرى ولماذا جرى.

في ظني أننا كشعوب عربية كنا نعيش حالة مخادعة للذات، تحدّثنا وتجدّدنا وتقدمنا مظهرا وشكلا، أمّا في أعماقنا وعقولنا فكنا متخلّفين حدّ الجهالة والبدائية ولم نتحضر ولم نستفد من عطاء الحياة المدنية والعلم والتقدم.

ظننا أننا نعيش العصر وأننا أبناء العصر، لأننا لبسنا لباس العصر واستخدمنا تقنياته وركبنا الطائرة والسيارة، وفرحنا بالأطباق اللاقطة وزينا بها أسطح منازلنا، ولكننا في داخلنا بدائيون متخلفون، لا نستطيع مغادرة ما في داخلنا من تخلف ولم نسع الى معالجة أسبابه، وإنما تسابقنا إلى تثبيته وتطويره.

طورنا التخلف في داخلنا وصار هو قضيتنا، صددنا عن العصر لنغوص في الجهل والتخلف، ويصبح هو موضوع نقاشنا وكيف نتخلف أكثر.

سخرنا كل تقنيات العلم التي أنتجها أصحابها لراحة البشر، لنستخدمها في الدمار والخراب والقتل.

خطفنا الطائرات وجعلنا منها قاذفات لهدم الأبراج على رؤوس سكانها، وفخخنا السيارات لتكون مصادر للموت ولخطف الأرواح، واستخدمنا الفضائيات لنشر التخلف وجعلنا من الانترنت وسيلة لبث الفرقة والتناحر وزرع الفتنة.

أحيينا نزاعات وشرورا ماتت من قرون، من أجل أن نتحارب ومن أجل الثأر الذي طوته القرون.

هل سنخرج من هذه الحالة؟

لا!!!

الأنباء

تعليقات

اكتب تعليقك