الربيع العربي جعلنا نعيش في صراع مع أنفسنا.. بوجهة نظر سامي الخرافي

زاوية الكتاب

كتب 829 مشاهدات 0


الأنباء

جرس  -  قبل فوات الآوان

سامي الخرافي

 

بعد الربيع العربي الذي جعلنا نعيش في صراع مع أنفسنا بسبب إفرازاته التي نجنيها حاليا والوهم الذي عاشه الكثير والخدعة الكبيرة التي رسمتها الوسائل الإعلامية العربية والأجنبية بأن يخرج الشعب على حكامه وإنها الحرية ومن هالكلام الذي يدغدغ المشاعر فثارت الشعوب في تلك الدول وأصبح الكثير من شعبها في متاهة الضياع بين مشرد ومفقود ومقتول..!!

إن الشعب الخليجي- ولله الحمد- شعب واع استطاع بحكمة حكامه والأخيار من أبنائه من تجاوز تلك الزوبعة ولم يهتم بها ولله الحمد، ولكن ما نراه في الوقت الراهن من أطماع بعض الدول في دول الخليج وعدم سعادتهم بما هم فيه جعلهم يعملون المستحيل من أجل إثارة القلاقل فيها!! وهو أمر لم تغفله القيادات الخليجية فكانت لها بالمرصاد، إن الحرص واجب من الجميع فيجب أن نعمل يدا واحدة في التصدي لتلك الأمور التي تريد تعكير الأجواء الخليجية، فنحن كالجسد الواحد إن أصابته مصيبة فالجميع يهب لمساعدته لأن عدم المساعدة معناه تشردنا في كل بقاع العالم ولن نجد من يرحمنا لأننا شعب محسود بما منّ به الله علينا من النعم الكثيرة، والكثير يتمنى زوال النعم من عندنا، فلك أن تتخيل إن حدث مكروه لدول الخليج فسوف ترى ابنك أو ابنتك «يشحتون» في الشوارع بحثا عن لقمة العيش أو في مخيم اللاجئين.. بعد العز والكرامة، هل ترضى بأن فلذات أكبادك يعملون في مهن «حقيرة» من أجل سد لقمة العيش وينظرون إليك نظرة احتقار بأنك لم تفعل كذا وكذا من أجل مستقبلهم المظلم الذي هم فيه؟!

إن القارئ للتاريخ الإسلامي يرى أن سبب انهيار الخلافات والدول كان بسبب تفشي الفساد والابتعاد عن مرضاة الله والابتعاد عن نواهيه والانغماس في ملذات الدنيا فسلط الله عليهم أقواما لم يرحموهم، مما أدى إلى انهيار تلك الخلافات والدول.

ما يجب أن نحرص عليه الآن في دول الخليج هو أن نكافح الفساد الذي يعتبر العنصر رقم 1 في «نخر» أساسيات البيت الخليجي، كما يجب ان نتوحد في مختلف الفئات والطوائف وننصهر في جسد هو حب هذه المنظومة ونحارب من أجلها لأن انهيارها هو ضياعنا وتشردنا، وأن تحرص دول مجلس التعاون الخليجي على تنويع مصادر دخلها بدلا من الاعتماد على النفط كمصدر دخل رئيسي للدولة بالتركيز على الصناعة والزراعة والسياحة..الخ لأن النفط حاليا في وضع خطير فالتركيز على التنويع هو الحل الأفضل لاستقرار خليجنا.

وأخيرا، إن عز الشعوب الخليجية يأتي باستقرار بلدانها ولا يأتي ذلك إلا بتكاتفهم مع بعضهم البعض، اللهم أمنا في أوطاننا واصرف عنا شرار خلقك، اللهم لا تشمت بنا الأعداء، اللهم أمن بلادنا ووحد صفوفنا وارفع عنا أيادي المخربين والمفسدين.

آخر المطاف: أتمنى من كل شخص يريد أن «يهايط» بما لديه من خير ونعم أن يتذكر تلك الآية الكريمة (وإذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق عليها القول فدمرناها تدميرا) فلا تكن أيها «المهايطي» سببا في هلاكنا واتق الله فيما أنت فيه، واستر بلاويك على نفسك ولا تنشرها للناس إذا سمحت.

الأنباء

تعليقات

اكتب تعليقك