أي تعكير للأمن سيطول الجميع ما دمنا في قارب واحد.. برأي يوسف الشهاب

زاوية الكتاب

كتب 455 مشاهدات 0


القبس

شرباكة   -  نار الفتنة.. تحرق الجميع!

يوسف الشهاب

 

المتأمل للاحداث والازمات المتلاحقة التي تشهدها اكثر من بلاد، عربية وإسلامية، خاصة على الجانب الأمني وما نحن فيه من أمن وأمان واستقرار، يشعر بالنعمة، على ما نحن فيه سواء بالشارع أو في بيوتنا، رغم اننا لسنا على مسافة بعيدة من تلك الاحداث التي تعصف بتلك الدول وانعكست على الحياة اليومية للمواطن فيها وتركته تحت هواجس ما قد يأتي به المجهول اليه.
وإذا كنا لا نزال، وبفضل من رب العباد، نعيش حالة أمنية مستقرة ولله الحمد، فإن مثل هذه الحالة تحتاج من كل مواطن غيور وصاحب ضمير يخاف على وطنه ومجتمعه بأن يكون حاضر الضمير مدركاً لطبيعة المرحلة والظروف التي تحيط بنا يومياً في دول ومجتمعات ليست بعيدة عنا ولا يمكننا تجاهلها تحت اي تبرير أو ظرف، والعاقل من يأخذ من تجارب الآخرين من الدرس والعبرة والتجربة والعمل بإخلاص النوايا من اجل حماية الكويت من أي مساس بأمنها واستقرارها، لان اي تعكير للأمن سوف يطول الجميع ما دمنا في قارب واحد.
الاصوات النشاز التي تخرج علينا بين وقت وآخر كلما طرأت ازمة عابرة على السطح، تلك الاصوات التي اخذت من الهواتف النقالة مصدر فتنة وتفكيك وتناحر تحاول فيه بث السموم بالمجتمع، عليها ان تعي ما تقوم به، سواء من تغريدات قبلية أو طائفية أو فئوية غايتها شرخ الجدار الاجتماعي الكويتي المتين والقوي في ترابطه وتراحمه وآماله وأمانيه، وعليها، اي هذه الاصوات، ان تخاف الله قبل كل شيء في وطنها ومجتمعها، وان تكون عوناً في البناء والترابط، لا معول هدم وتدمير للوطن ومن هم يعيشون فوق اراضيه، إذ ليست البطولة ولا الاضواء الزائفة ترفع من مقام اي واحد من هؤلاء، بل هي المواطنة الحقة والشعور الحقيقي بالانتماء الى هوية الوطن والادراك بأن ما قد يصيبه من محن ونائبات لن يكون هؤلاء بمعزل عنه، حتى وان كانوا هم السبب الاول في هذه المحنة وتلك النائبة.
تعلمنا من تاريخ حياة الاوائل كيف كانوا صفاً واحداً بالضراء قبل السراء، كيف كانوا في خندق واحد يعملون من اجل وطن احبوه وضحوا من اجله وذاقوا شظف العيش وقسوة الحياة في وطن شحت فيه بالامس كسرة الخبز، رجال كانوا اوفياء كانوا لوطنهم تراحموا وتآلفوا بكل طوائفهم وفئاتهم فاكتسبوا صدق الاخلاص والنوايا ودحروا كل عابث اراد بالكويت شراً وفتنة وتمزقا، وعلينا ان نأخذ الدرس منهم ونتعلم التجربة ونعي بأن هذا الوطن للجميع فنضع ايدينا جميعاً فوق جداره لحمايته والدفاع عنه، فالاشرار ما زالوا بيننا وعلينا ردعهم وطردهم من اجل الكويت ومن اجل الشرفاء والمخلصين فوق ترابها، صحيح من الناس من يقدم لوطنه الروح والمال ومنهم من يقوم له الفتنة والتمزق.

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك