داهم القحطاني يكتب - تراجع خامئني يعبر عن المأزق الإيراني

زاوية الكتاب

كتب 748 مشاهدات 0

خامنئي

لم يصدر تصريح المرشد الأعلى لإيران علي خامئني الرافض للاعتداء على سفارة وقنصلية المملكة العربية السعودية في إيران من فراغ فهذا التصريح المتأخر من قائد إيران الحقيقي يعبر عن نجاح حقيقي لسياسة العزل السياسي والدبلوماسي التي حاصرت فيها السعودية ودول الخليج السياسات العدائية الإيرانية وهي السياسات التي بلغت ذروتها في الاعتداء الأحمق على مقرات دبلوماسية.
صانعو السياسة الخارجية في إيران يدركون جيدا أن أزمة الاعتداء على السفارة السعودية كلفت إيران كثيرا من السمعة الدولية الإيجابية التي حاولت أن تظهرها خلال وبعد الاتفاق النووي مع دول 5+1، ولهذا يأتي تصريح خامئني ليحاول التخفيف من أثر حماقة الاعتداء على السفارة السعودية ليكون ذلك خط رجعة يجنب إيران صعوبات جديدة مع المجتمع الدولي في وقت تحتاج فيها إلى رفع العقوبات وجلب الاستثمارات لإنقاذ اقتصادها المتهالك.
منذ عاصفة الحزم والسعودية ترفض الرهان على الموقف الأمريكي والغربي في تحديد كيفية التعامل مع أزمات المنطقة فبعد الموقف الغربي البراجماتي والمتلون في القضية السورية وفي الملف النووي الإيراني أصبح الحديث عن تنسيق الجهد الدولي لمعالجة أزمات المنطقة مجرد تصريحات تصدر هنا وهناك للاستهلاك الإعلامي لا أكثر ولا أقل، ولا يمكن للسعودية أن تعول عليها في وقت تتخذ المواقف والسياسات بشكل مغاير.
ومن هذا المنطلق أيضا لم يعد للحملات الإعلامية التي تساند إيران في نزاعها مع السعودية، والتي يقودها الإعلام الغربي عبر صحف وكتاب يمينيين وعلمانيين، أي تأثير على سياسة المملكة العربية السعودية فعاصفة الحزم كانت بداية جديدة للتعامل مع هكذا أصوات نشاز فلم يعد لها أي تأثير بعد أن تمت مواجهتها بحملات إعلامية مضادة تشرح وتفسر وتبطل الأكاذيب.
وسط كل هذا المشهد المربك والمليء بالدعاية يتبقى على الكتاب والمدونين العرب خصوصا في منطقة الخليج العربي ألا يقعوا ضحية للدعاية الإيرانية التي تصنع من هزائمها انتصارات مدوية، وما تصريح خامئني إلا تأكيد على أن ساسة إيران يعيشون مأزقا حقيقيا بعد أن نجحت السعودية ودول الخليج في تغيير قوانين اللعبة لتعود إيران لحجمها الحقيقي من دون دعاية مبالغ فيها تقوم على الأكاذيب وتعتمد على غياب الطرف الآخر.

الآن - بوابة الشرق

تعليقات

اكتب تعليقك