ترشيد الإنفاق ليس عملاً ارتجالياً وقرارات عشوائية تصدر هنا وهناك .. برأي وليد الغانم
زاوية الكتابكتب يناير 25, 2016, 11:31 م 1295 مشاهدات 0
الترشيد سياسة عامة.. لا قرارات ارتجالية!
وليد عبدالله الغانم
فجأة، يذكر بعض الوزراء والقياديين في الدولة أن ترشيد الإنفاق واجب وطني ملحّ، وهناك تسابق بينهم في الإعلان عن خطواتهم لترشيد الإنفاق، وكأن الموضوع سباق وتنافس فيمن يظهر إعلامياً قبل الآخر وليس الموضوع مصلحة وطن..
ترشيد الإنفاق الحكومي ليس عملاً ارتجالياً وقرارات عشوائية تصدر هنا وهناك، بل هو سياسة عامة للدولة تلتزم بها الوزارات والمؤسسات الحكومية، من خلال إقرار قواعد جديدة لتنفيذ الميزانية العامة، بدلاً من القواعد التي تصدرها وزارة المالية سنوياً في الظروف الطبيعية، ولا يجوز أن يخضع هذا الترشيد لمزاج المسؤولين أو أن يمسّ مصالح المواطن، فلا شك أن في ميزانية الدولة مصارف عدة يمكن التحكم فيها وإيقافها بعيداً عن التأثير المباشر في أبناء البلد، وعلى رأسها المشاريع الإنشائية الكبرى التي لا توفر أي مردود نافع حقيقي للوطن والمواطن، وإعادة النظر في قيمة ومدة تأجير أراضي الدولة المختلفة، كما أن الإنفاق العسكري أصبح من الأبواب التي ترهق ميزانية الدولة على المديين القصير والبعيد، ويحتاج بشكل فعلي إعادة دراسة أولوياته.
إن خسائر الميزانية في عقود الخدمات وتأثيث المكاتب واستئجار السيارات وتوفير الفرّاشين والمراسلين والزراعة وتكوين فرق العمل واللجان والمؤتمرات السنوية الفقيرة علمياً والمهمات الخارجية التائهة والمباني المؤقتة والمستأجرة وتعيين المستشارين وغيرها، كلها مواضيع تستحق إعادة النظر فيها بصورة حقيقية.
إن ترشيد الإنفاق يتطلب قيام مجلس الوزراء الموقر بدراسة الميزانية بشكل كامل لكل أبوابها وإعداد تصور شامل لإيقاف الهدر وتوفير مصادر نافعة لدخل البلد، على ألا تكون منها ضرائب محرمة ومرهقة للمواطن.
يجب أن نعترف بأن مشكلتنا ليست في النفط وأسعاره، وإنما في عقلية الإدارة العامة، وأوضح مثال على ذلك قبل أسبوع واحد، ففي اليوم الذي كانت تحتفل فيه دولة الإمارات الشقيقة بخطتها لإيقاف تصدير البترول وعدم الاعتماد عليه كمصدر للدخل نهائياً، بعد سنوات قليلة أعلن ديوان الخدمة المدنية عندنا إيقاف الدورات الخارجية ليوفر مليوني دينار من الميزانية.. هل استوعبتم حجم الفرق في الإدارة والقرار والتفكير؟! والله الموفق.
• إضاءة تاريخية:
9 فبراير 1951 عطلت جميع سيارات الأجرة (في الكويت) وخرجت في نزهة، ساهم فيها كل سائق أجرة ابتهاجاً بنجاة «زميلهم» خالد العمر من القتل. (مذكرات أحمد البشر الرومي)
تعليقات