من المستثمر الاستراتيجي في الغاز الإيراني؟!.. يتسائل فراس السالم
زاوية الكتابكتب يناير 26, 2016, 11:55 م 687 مشاهدات 0
القبس
من المستثمر الاستراتيجي في الغاز الإيراني؟
فراس عادل السالم
يعاني الاقتصاد الايراني عدة مشاكل ابرزها العقوبات الدولية، وانخفاض اسعار البترول وحظر شرائه في سوق النفط العالمي، حيث تلجأ الى بيعه عبر وسطاء واسواق سوداء، فضلا عن التخبطات السياسية الضاغطة على الاقتصاد وارتفاع نسب البطالة والتأخر التكنولوجي نتيجة مقاطعة الشركات الغربية لهذا السوق، خوفا من العقوبات الاميركية والدولية.
بالفترة الاخيرة تنازلت ايران العنيدة تنازلا بطعم الفوز لابرام الاتفاق النووي مع القوى الغربية، مما يرفع الحظر عليها ويعينها على تطور قطاع الطاقة لديها، الذي تخلف عن جيرانه الكثير، حيث اصبحت تستورد مشتقات البترول لتلبية طلب سوقها المحلي مع العلم انها من اكبر الدول تملكا لاحتياطيات غاز ونفط بالعالم، ومن كبار منتجي الخام كذلك!
سعت ايران لإيجاد زبائن كبار طويلي الامد لشراء غازها والمشاركة في تمويل خطوط نقل الانتاج، كما فعلت روسيا بأوروبا. فوجدت امامها العراق وسوريا وتركيا، التي اصبحت ممن يستثمر استراتيجيا بالغاز الايراني. وفي اواخر 2015 ابرمت تركيا صفقة جديدة حيث نجحت بتقليل اسعار شراء الغاز الايراني مستغلة الاوضاع السيئة لسوق الطاقة الهيدروكربونية، مناقضة سياستها الحالية التي لا تتسم بالود لأجل مصالحها العليا والمستقبلية. تسعى ايران لايجاد مستثمرين بخطوط النقل، وقد نجحت في استقطاب شركات اوروبية وروسية للمشاركة في تخطيط وبناء خطوط الغاز من حقل بارس (فارس باللغة العربية) الجنوبي الذي تطوره لزيادة انتاجه الى هذه الدول المجاورة، لكي تضمن لها اوراقا استراتيجية تستخدمها في المستقبل، كما تفعل روسيا بأوروبا الى ان اصبحت دول كبيرة مثل المانيا تعتمد شبه كلي على الغاز الروسي.
الدول العربية سبقت ايران في هذه المشاريع المشتركة بأكثر من ثلاثة عقود من الزمن، من هذه المشاريع خطوط نقل نفط ما بين الاردن والعراق، ومشروع التابلاين ما بين السعودية والعراق ومشروع شبكة الانابيب العربية الذي تدعمه، ومن اكبر ملاكه الكويت، وبذلك تسعى ايران للرجوع الى السوق النفطي العالمي والاقليمي بقوة من خلال مشاريع زيادة الانتاج وشبكات النقل لتنافس المتبقي من الدول العربية بعقر دارها!
تعليقات