الحرب على الإرهاب باعتقاد ناصر المطيري حرب خاسرة

زاوية الكتاب

كتب 710 مشاهدات 0


النهار

خارج التغطية  -  لماذا يستهدف الإرهاب أوروبا؟

ناصر المطيري

 

أصبحت أوروبا منذ السنة الماضية هدفاً للعمليات الارهابية التي بدأت في فرنسا وبعض العمليات في الدنمارك وبالأمس ضربت يد الارهاب بروكسل ضربة موجعة دامية هزت أوربا ..
المؤشر الخطير في الأمر أن تأتي هذه العملية الارهابية في وقت تستنفر فيه بلجيكا ودول أوروبية باجراءات أمنية حازمة لمحاصرة الارهابيين، ومع ذلك وقعت التفجيرات دون أن تتمكن اجراءات الأمن الصارمة من كشفها أو منعها، الأمر الذي يعكس المدى الذي وصلت إليه أيادي الارهابيين وقوة اختراقها وربما يحمل المستقبل ماهو أفظع من الأحداث.
انفجارات بروكسل تمثل الصدمة والرعب لأوروبا كلها، وأصبحت المواجهة مفتوحة مع عدو خفي هو الارهاب، ولن تفلح المحاولات الاحترازية الأمنية من وقفه والدليل هجوم الأمس الثلاثي على مطار ومحطة قطارات بروكسل.
لذلك باعتقادنا أن الحرب على الارهاب مهما كانت قوتها وتحالفاتها الدولية هي حرب خاسرة لأنها ضد هدف خفي وفي بلدان تتعدد فيها الجاليات والجنسيات والأعراق والأديان.
الارهاب نتيجة وليس سبباً، لذلك المواجهة يجب أن تكون بمعالجة السبب وأصل المشكلة، وعليه لابد لأوروبا والغرب أن يسألوا أنفسهم عن السبب وربما تكون سياساتهم هي جزء كبير من السبب.
أوربا ودول الغرب وروسيا الذين يتباكون على نفر قليل من القتلى والمصابين في عدة انفجارات ارهابية نرفضها ونستنكرها لم تدمع عيونهم على جرائم ابادة بشرية ارتكبها نظام الارهاب في سورية، بل تركوا بشار الأسد يغرق بلاده ببحر من الدماء والخراب والتشريد، فتمخضت سورية والجماعات الاسلامية المعارضة فيها عن قنابل بشرية تهدد العالم.
أيها الغرب تركتم بشار الأسد وتغاضيتم عن جرائمه لأن الدم العربي المسلم رخيص، وهذا هو سبب وأصل ما يحصل اليوم ومنبع الارهاب، ونعتقد انه من الحكمة أن تراجع أوروبا ودول العالم الحر سياساتها تجاه ما يجري في أوروبا وليبيا وغيرها من المناطق الإسلامية وأن تناصر الشعوب المقهورة الاستبداد والطغيان لكي تتوقف هجرة الملايين من المنكوبين ومن يندس بينهم من أيادي ارهابية.
الحرب الأمنية والقوة المسلحة لن تفلح في دحر الارهاب، بل إن اوروبا والغرب يحتاجون فقط مواقف مبدئية انسانية حقيقية ترفع عن شعب سورية يد الارهاب التي يمارسها النظام وأعوانه من دول وأحزاب ارهابية.
وعليه فإن التساؤل الكبير اليوم هو لماذا يستهدف الارهاب أوروبا؟ 
وبالنظر للعمليات الارهابية السابقة فإنه على الأرجح أن يكون منفذو الهجمات الأخيرة من المسلمين أو العرب.

النهار

تعليقات

اكتب تعليقك