هل يحق لأميركا أن تتحدث عن حقوق الإنسان؟!.. يتساءل عبدالعزيز الفضلي
زاوية الكتابكتب مارس 22, 2016, 11:54 م 952 مشاهدات 0
الراي
رسالتي - البيت الأبيض.. والتاريخ الأسود
عبدالعزيز الفضلي
هل يحق للولايات المتحدة الأميركية أن تتحدث عن حقوق الإنسان وحمايتها؟ وهل من الممكن أن نسمح لها أو نقبل منها أن ترمي الاتهامات جزافا على غيرها في رعاية الإرهاب أو دعمه أو تشجيعه، كما جاء في اتهامات الرئيس باراك أوباما الأخيرة للشقيقة المملكة العربية السعودية، في مقابلته مع الصحافي جيفري غولدبيرغ في مجلة «اتلانتيك» الاميركية؟
أحببت في هذا المقال أن أُنشط ذاكرتي والسادة الكرام، ببعض التاريخ الأسود للبيت الأبيض في مجال الإرهاب وانتهاك حقوق الإنسان.
بداية لا يمكن لأحد أن ينسى البداية الدموية التي تأسست عليها الولايات المتحدة الأميركية والتي قامت على جماجم عشرات الملايين من السكان الأصليين من الهنود الحمر.
ولن ننسى سنوات التمييز العنصري الطويلة التي حكمت بها أميركا ولاياتها، وسياسة الفصل العنصري، حتى تمكن السود من أخذ حقوقهم في أواخر الستينات.
هل يمكن أن ننسى المجازر التي ارتكبتها أميركا عندما تدخلت في فيتنام، وخاضت حربا لم تراع فيها أي نواح إنسانية، إذ لم تتورع عن حرق الحقول الزراعية لقتل الفيتناميين وكم راح ضحية ذلك الآلاف من المدنيين الأبرياء.
ولعل أول من دخل السجل الأسود في استخدام القنابل الذرية المدمرة في العالم، هي الولايات المتحدة، حينما أسقطت في الحرب العالمية الثانية قنبلتين ذريتين على مدينتي هيروشيما وناغازاكي اليابانيتين واللتين راح ضحيتهما أكثر من 200 ألف قتيل.
وإذا أردنا التحدث عن أسوأ سجون في التاريخ الحديث تم خلالها انتهاك حقوق الإنسان وكرامته، فلا يمكن لأحد أن يتجاوز سجن غوانتانامو في جزيرة كوبا، وسجن أبو غريب في العراق.
وكم أظهرت الصور بشاعة انتهاك كرامة الإنسان، والمعاملة اللاإنسانية التي كان يتم بها التعامل مع السجناء وكم تحدث المفرج عنهم عن أبشع صور التعذيب.
السجل الأميركي مليء بالتدخلات العسكرية في الدول الأخرى ودعم الانقلابات في العديد من البلدان التي تسعى للديموقراطية، خصوصا إذا جاءت نتائج الانتخابات بخلاف المصلحة الأميركية.
لقد دمرت أميركا أفغانستان، واحتلت العراق من دون قرار يسمح بالتدخل العسكري من قبل مجلس الأمن، وما زال العراق يعاني الويلات من آثار التدخل الأميركي في بلاد الرافدين.
ولا يمكن لنا كعرب أو مسلمين أن ننسى الصلف الأميركي في دعم الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين، والدعم اللامحدود (السياسي - الاقتصادي - العسكري - الإعلامي) الذي تقدمه الولايات المتحدة لـ «الدولة اللقيطة» إسرائيل وسياسة أميركا الثابتة في الإبقاء على التفوق العسكري الإسرائيلي أمام أي قوى عسكرية موجودة في منطقة الشرق الأوسط.
لقد استخدمت أميركا حق النقض (الفيتو) أكثر من 80 مرة منذ العام 1968 تجاه أي قرار يدين المجازر أو جرائم القتل الإسرائيلية أو يطالبها بعدم انتهاك المقدسات أو مصادرة الأراضي أو حرمان اللاجئين من حق العودة.
لقد اتخذت أميركا شعار «محاربة الإرهاب» غطاء لتدخلها في العديد من الدول العربية، ولذلك هي تقتل في اليمن وسورية والعراق وأفغانستان وليبيا، وغيرها من بلاد المسلمين، وهي في الواقع تؤجج التطرف في هذه البلاد، من خلال سقوط عشرات الضحايا من المدنيين الأبرياء والذين من بينهم النساء والشيوخ والأطفال.
السجل الأميركي الأسود حافل بانتهاكات حقوق الإنسان، لكن ما أريد أن أختم به هو أن على دول الخليج والتي بدأت الولايات المتحدة باتهامها بدعم الإرهاب أن تدرك تغير البوصلة الأميركية وانحرافها للتقارب مع إيران، وهو ما أعلنه الرئيس الأميركي، سابقا.
ولذلك وجب الحذر مما سيتبع تلك الاتهامات من إجراءات ستنتهجها الولايات المتحدة ضد بعض دول الخليج، وهو ما يستوجب على هذه الدول أن تعتمد بعد الله تعالى على نفسها في حماية مصالحها ووحدة أراضيها والمحافظة على ثرواتها.
وهذا لن يتحقق إلا بتحالف قوي على العديد من الأصعدة (السياسية والاقتصادية والعسكرية) ولعل من أولى بشائره التحالف الإسلامي الذي دعت الى تشكيله المملكة العربية السعودية، وحظي بالدعم والتأييد من العديد من الدول العربية والإسلامية.
ولن يحمي البلاد ويدافع عنها - أحدٌ - أكثر من أبنائها.
تعليقات