لابد من التحرك القوي لإنهاء النزاع السوري.. كما يرى وائل الحساوي

زاوية الكتاب

كتب 629 مشاهدات 0


الراي

نسمات  -  نحن أقوى من داعش

د. وائل الحساوي

 

لقد أصبح واضحا بأن هذا التنظيم الشيطاني الذي يسمي نفسه بتنظيم الدولة الاسلامية، والذي يعتمد أبشع الوسائل الإجرامية لايذاء البشر، قد أصبح يتحرك في جميع بقاع العالم ويضرب ضرباته الموجعة من دون ان يستطيع احد التصدي له!!

ليس أسهل من ان يحمل شخص حزاما ناسفاً ويفجر نفسه بين مئات البشر ليقتل اكبر عدد منهم !! وفي كل مرة تهدد الدول الغربية التي يضربها التنظيم في عقر دارها بأن تتولى القضاء عليه، فإنها تفاجأ بتكرار ضرباته الموجعة في امكنة أخرى!!

سيكتشف الغرب عاجلاً ام اجلا بان القضاء على الهجمات الارهابية في العالم لا يمكن ان يتم إلا من خلال تجفيف منابعه، فهنالك جروح دامية خلفتها عقود من الظلم والاضطهاد طالت شعوبا كثيرة، وولدت عقدا نفسية وجروحا في قلوب الملايين من البشر، وكانت مهمة هذه التنظيمات الإرهابية استقطاب هؤلاء المحبطين والمجروحين وانتظامهم في منظومة تسمح لهم بالانتقام ممن تسبب في اضطهادهم وجر الويلات عليهم، او بعبارة مختصرة، استطاع المتطرفون تحويل هؤلاء المحبطين الى قنبلة موقوتة وحزام ناسف يحقق اهدافهم- المتطرفون - ويحول انظار العالم الى ما يريدون تحقيقه!!

ولكن كيف يستطيع العالم تجفيف منابع الارهاب وهو يشهد ولادة تنظيم ارهابي في كل يوم يحمل شعار الاسلام ويضرب ضربته في بقعة من بقاع الارض؟! وهل يمكن حل مشاكل العالم بتلك السهولة؟!

بالطبع لايمكن لأحد أن يدعي قدرته على فهم تلك الامور او المساهمة في حلها ولكن حسبي ان اذكر بعض الامور التي اعتقد بأنها مهمة في ذلك الملف الشائك وهي:

أولا: من اكبر الاخطاء ان نساهم في الترويج لهؤلاء الارهابيين عن طريق الثناء عليهم او الفرح بما يقومون به من قتل للابرياء في شتى بقاع العالم بحجة انه الرد الامثل على ظلم الدول الغربية للمسلمين واضطهاد الاقليات المسلمة، فهؤلاء الارهابيون لايفعلون ما يفعلونه من اجل اعزاز الاسلام ورفع كلمته ولكنهم همج يضرون اكثر مما ينفعون، ولا يفرقون بين مسلم وكافر او محارب ومعاهد، بل انهم يحقدون على المسلمين اكثر مما يحقدون على الكفار، وهم لقمة بأيدي اعداء الاسلام يشكلونها كيف يشاءون ليدمروا بها بلدانهم، فكان لابد من تكاتف الجميع لمحاربتهم واجتثاث جذورهم!!

ثانيا: لابد من تحصين أبنائنا من الوقوع في براثن هؤلاء الارهابيين وذلك باعادة النظر في مناهجنا التربوية بشكل عام، والدينية بشكل خاص، وعدم السماح باختراق عقول ابنائنا من اصحاب المناهج المنحرفة، وذلك يتطلب تسليم قياداتنا التربوية لاشخاص يحملون العقيدة السليمة ويحرصون على نشر المنهج الاسلامي الوسطي لا أن نسلم زمام الامور الى اصحاب المناهج التغريبية والعلمانية الذين يصادمون الفطرة البشرية ويحاربون الدين والفضيلة تحت مسمى محاربة الارهاب والتطرف.

ثالثا: لابد من التحرك القوي لإنهاء النزاع السوري نحو حل عادل يضمن حقوق الشعب السوري المضطهد، فلاشك ان الظلم الذي وقع على هذا الشعب الحر خلال خمس سنوات شاهد فيها العالم حجم الظلم والعدوان الذي وقع عليه وسط صمت مطبق من دول العالم وتواطؤ خبيث مع المجرمين، هذا الظلم الصارخ هو الذي فجر ينابيع الغضب في نفوس الكثير من المسلمين ودفعهم الى تلك الاعمال الاجرامية من اجل نصرة اخوانهم في العقيدة.

الراي

تعليقات

اكتب تعليقك