أي مصلحة يمكن تحقيقها من تفجيرات بروطنبول؟!.. يتساءل عبدالعزيز الفضلي
زاوية الكتابكتب مارس 24, 2016, 11:40 م 611 مشاهدات 0
الراي
رسالتي - تفجيرات.. بروطنبول!
عبدالعزيز الفضلي
وقعت تفجيرات عدة خلال الأسابيع والأيام الماضية، كان من أشهرها ما وقع في شارع الاستقلال في اسطنبول، وتفجيرات الثلاثاء الماضي التي وقعت في بروكسيل، العاصمة البلجيكية - والتي سميتها تفجيرات «بروطنبول» نسبة إلى بروكسيل واسطنبول - والتي راح ضحيتها العديد من المدنيين الأبرياء.
وأود بداية أن أؤكد أنه لا ينبغي إدانة جهة معينة على أنها وراء تلك التفجيرات ما لم يتم إثبات ذلك بالاعتراف أو الدليل.
كما أود الإشارة إلى أن التفجيرات التي تقع غالبا في بلاد الغرب، وتُنسب إلى المسلمين، يكون وراءها إحدى الجهتين، الأولى، إما أجهزة الاستخبارات في الدولة نفسها أو دول أخرى، ويكون الهدف من ورائها تشويه صورة الإسلام والمسلمين، أو من أجل اتخاذ قرارات أكثر صرامة ضد المسلمين، أو تبريرا لأعمال عسكرية مقبلة تحتاج إلى دعم شعبي في ذلك البلد.
وخير مثال على ذلك، ما قام بفضحه عميل الاستخبارات الروسية السابق ألكساندر ليتفيننكو في كتابه «تفجير روسيا» والذي كشف من خلاله عن دور المخابرات الروسية في القيام بعمليات تفجير في روسيا وإلصاق التهمة بحكومة الشيشان من أجل تبرير شن روسيا الحرب على جمهورية الشيشان واحتلالها.
وللعلم، هذا العميل هرب إلى لندن وأعلن إسلامه قبل أن يتم اغتياله على يد عملاء لجهاز الاستخبارات الروسية الذين دسوا له السم في إبريق الشاي.
كما أنه لا يخفى على أي قارئ تلك التحليلات التي تشير بأصابع الاتهام إلى أن المخابرات الأميركية كانت وراء أحداث 11 سبتمبر، بصورة مباشرة أو غير مباشرة.
وأما الجهة الثانية التي تكون وراء تلك التفجيرات، فهي مجموعات إسلامية متطرفة، ترى في التفجير أفضل طريقة لنصرة الدين وإرهاب الكافرين!
وبلا شك أن هذه التفجيرات التي تقع في صفوف المدنيين لا يقرها شرعٌ ولا عقل ولا دين ولا إنسانية. فما ذنب الآمنين المدنيين الأبرياء أن يتم قتلهم وترويعهم في صراعات إقليمية أو دولية لا ناقة لهم فيها ولا جمل.؟ وأي دليل شرعي يجيز قتل المدنيين الأبرياء من غير المحاربين؟ وأي مصلحة يمكن تحقيقها من وراء تلك التفجيرات؟
الذي يراه العقلاء من الناس أن مثل هذه التفجيرات تضر بالمسلمين أكثر مما تنفعهم، بدليل ما نتج عن أحداث 11 سبتمبر، وتفجيرات أوروبا من تضييق على المسلمين، مثل إغلاق العديد من المؤسسات الدعوية، وتشديد الرقابة على المدارس العربية والإسلامية، واتهام المسلمين بالشبهة، ولعل حادثة الطفل الأميركي - من أصل سوداني - والذي اتهم بصنع قنبلة بينما كانت في الحقيقة نموذجا لجهاز علمي، لهي خير دليل على الضرر الذي لحق بالمسلمين بعد تلك التفجيرات.
لا يخفى على كل متابع ما يعانيه بعض المسلمين اليوم من معاناة في حال الرغبة للتوجه إلى أميركا أو بعض الدول الغربية من أجل الدراسة أو العلاج.
بل لقد تعرضت العديد من المساجد والمراكز الدعوية في الغرب، إلى الحرق والتخريب بعد كل تفجير أو هجوم مسلح يقوم به بعض المتطرفين الإسلاميين في تلك البلاد.
فهل يعود أولئك المتطرفون إلى رشدهم، ويراجعون أنفسهم، ويتأملون بالإفساد الذي تسببوا به، وإن كانت نياتهم لخدمة المسلمين؟
قبل الختام، أود أن أُسجّل تعجّبي واستغرابي من بعض العرب والمسلمين، حكومات وأفرادا، أولئك الذين آلمت قلوبهم تفجيرات بروكسيل ولم تتحرك مشاعرهم لتفجيرات اسطنبول، أولئك الذين رفعوا أعلام فرنسا وبلجيكا على أشهر معالم بلادهم بعد التفجيرات، ولم نرهم يوما يرفعون علم تركيا مع أنها الأقرب دينيا وعقديا.
أولئك الذين أرسلوا برقيات التعازي، واطلقوا الشجب والاستنكار على تفجيرات بلجيكا، بينما أصاب ألسنتهم الخرس تجاه تفجيرات أنقرة واسطنبول!
البعض أصبح يطبق حديث الجسد الواحد في استشعار الألم مع غير المسلمين، أما مع قضايا المسلمين وآلامهم، فهو بلا إحساس وكأنه تحت التخدير الكامل!
تعليقات