الإستراتيجيات تبقى ثابتة والمخطئ يجب أن يحاسب.. بوجهة نظر تركي العازمي

زاوية الكتاب

كتب 591 مشاهدات 0


الراي

وجع الحروف  -  التبرع لردم 'الحفريات'!

د. تركي العازمي

 

مواطن يتبرع بردم الحفريات في شوارع كبد... والحصى المتطاير سببه «الماء».

بالنسبة الى الحصى المتطاير، لا أعلم عن علاقة الخبر بالاتفاقية التي أبرمتها «الأشغال» مع المعهد البريطاني TRL لدراسة خلطة الأسفلت وإيجاد الخلطة المناسبة للطرق في الكويت.

ووزارة الداخلية استضافت مؤسسات عالمية وكشفت الدراسة عن الآتي:

ـ الكويت احتلت المركز الرابع عالميا من حيث زحمة المرور.

ـ كلفة الزحمة تجاوزت 4 مليارات دولار سنويا.

ـ انخفاض نسبة عملية بناء الطرق الحديثة منذ بداية التسعينات.

ـ معظم الطرق تجاوزت 85 في المئة من طاقتها الاستيعابية.

ومشروع طلبة الهندسة المدنية في جامعة الكويت، تقدموا بمشروع في يناير 2014 يقوم بتقليل الزحمة بنسبة 80 في المئة، ويساهم في تخفيف الضغط بنسبة 50 في المئة٬ ويوفر 89 في المئة من الخسائر، والكلفة التقديرية 4300000 دينار.

ودراسة آخرى لعدد السيارات لكل واحد كيلومتر في وقت محدد في الكويت، 217 سيارة، والمتوسط العالمي 32 سيارة.

ما عليه٬ لاحظ جزئية انخفاض نسبة بناء الطرق الحديثة منذ التسعينات... في بداية التسعينات كان التعداد بحدود المليونين واليوم تجاوز الاربعة ملايين.

يعني زاد التعداد مليونين، والطرق على حالها... والمستشفيات منذ عام 1986 والخدمات التعليمية والصحية على حالها بالإضافة إلى القضية الإسكانية وطريقة تعاملنا مع بعضنا بعضا، وزد عليها الحكومة الإلكترونية، وجامعة الشدادية منذ عام 1982.

فيه «حاجة خطأ»... وأعتقد أن التصريح الشهير «القيادات بالواسطة» أحد الأسباب، ناهيك عن ضعف الرقابة والرؤية المستقبلية وفق الإحصاءات، وحتى في الطرق تم التركيز على شارع جمال عبدالناصر وطريق الجهراء وجسر جابر.

كنت قد أشرت وحذرت من الزحمة المتوقعة مع بداية افتتاح جامعة الشدادية، وقد أطلقت عليها «المنطقة الحمراء». فمحيط الجامعة (مستشفى الفروانية٬ جليب الشيوخ٬ كليات التطبيقي٬ صباح الناصر٬ غرب عبدالله المبارك ) كلها في دائرة واحدة. كان ذلك في برنامج بيت النقاش ـ قناة المجلس، وقد نبهت وكيل «الأشغال» المساعد لقطاع الطرق الأخ أحمد الحصان الى خطورة الوضع واقترحت عليه بناء جسور معلقة خاصة بالجامعة، أسوة بما هو معمول في جامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن في الرياض... ونقل جليب الشيوخ ملزم جدا، إضافة إلى دراسة حركة المركبات على الدائري السادس وتحديد ساعات للشاحنات وغيره من الحلول كالمترو وحارات الأمان وتوسعة الطرق.

مواطن يتبرع لردم الحفريات في شوارع كبد؟

طيب وشوارعنا منو يتبرع لها؟

وطرق الموت: الوفرة ـ صباح الأحمد٬ طريق الغوص٬ طريق السالمي والصبية، متى نلتفت اليها وهل سيتأثر الأسفلت بالماء.

لقد أمضينا سنوات عدة في أميركا، والمطر يتساقط ليل نهار وبغزارة والثلوج تتساقط، ولم تتأثر الشوارع وإن لزم القيام بالصيانة، فإنها تبدأ من منتصف الليل وتنتهي مع الصباح الباكر قبل مواعيد العمل الرسمية... وشغلهم خالص!

الحلول متوافرة في دول من حولنا وعالميا ونستطيع الاستفادة منها... أما الكيف فنتركه للأرقام التي ذكرناها وعلى المعنيين بالأمر البحث في المتسبب عنها وإعادة هيكلة المنظومة القيادية والدورة المستندية إلكترونيا.

أرجو ألا يأتينا الرد بأن «اللي فات... مو ذنبنا»!

نحن نتحدث عن عمل جماعي يحمل الصبغة المؤسسية ولا علاقة له بالأشخاص... الإستراتيجيات تبقى ثابتة والمخطئ يجب أن يحاسب، والحفر يجب أن تردم، ليس على مستوى الطرق بل تلك الحفر التي تعددت في طريقة أداء العمل لدينا مؤسساتيا.

إلى أين نحن سائرون؟ أجيبونا الله يرحم والديكم، فهل من بصيص أمل في القريب العاجل نتنفس معه الصعداء وتتم محاسبة المقصرين حسابا قاسيا أم يظل الوضع على ما هو عليه؟ الله المستعان.

الراي

تعليقات

اكتب تعليقك