لماذا نكثر من الأعداء؟!.. سامي الخرافي متسائلاً

زاوية الكتاب

كتب 837 مشاهدات 0


الأنباء

جرس  -  السمو بالنفس

سامي الخرافي

 

في بعض الأحيان تجد نفسك «مقفل» ولاتجد أي فكرة لتكتبها وفجأة يدخل عليك ولي أمر في المكتب مصادفة فيصبح حديثك معه كأنه «مقالة» وبخاصة عندما يمتلك أسلوبا راقيا في الحوار كشخصية «البراء» عندما قال: إنني أحب اسم «سامي» لأن الاسم يحمل صفة «السمو» والترفع... فكانت تلك الكلمات سببا في كتابة هذه المقالة وفي نهاية الحديث شكرته لأنه حضر في هذا الوقت كأن القدر قد أكرمني لكي أكتب ولا «أقفل».

من أعظم الصفات التي تغيب عن الكثير من الناس السمو «بالنفس» وهو التنازل أحيانا والانسحاب بهدوء في كثير من النقاشات، فمثلا يكون في الديوانية نقاش «حام» بين الربع فإذا دخلت على الخط فستخسر البعض، فمن باب أولى أن «تسمو» عن موضوع لا يسمن ولا يغني من جوع، فالحياة قصيرة لا تستدعي أن تعطيها كثيرا من الاهتمام حتى لا تعكر صفو المتبقي من حياتك في هذه الصراعات.

يقول الحكيم: إن الحياة تحتاج إلى تجاهل للأحداث والأشخاص والأفعال.. فيجب أن تعود نفسك على التجاهل الذكي فليس كل أمر يستحق الوقوف عنده، أليس كلنا «ميتين» وكل نفس ذائقة الموت، ألا نحتاج من يصلي علينا ويدعو لنا عندما نكون تحت التراب بدلا من الدعاء علينا فلماذا إذن نكثر الأعداء، ولماذا لا نعمل على إنقاصهم من خلال «السمو» بعلاقتنا معهم؟!

إن الناجح هو الذي يتجاهل توافه الأمور، والتجاهل صدقة جارية من أجل حياة سعيدة. يقول أحدهم: تستطيع أن تتخاصم مع من تحب، ولكن لا تستطيع أن تراه يتألم، إن أفضل مقياس لحسن أدبك و«سموك» هو مقدار تحملك لوقاحة غيرك:

كن كالنخيل عن الأحقاد مرتفعا

                   يرمى بحجر فيرمي أطيب الثمر

وما يحزنني هو أن تجد من يستحلل الحرام في كل شيء ولم يفكر ولو للحظة في أن حياته قصيرة وما قام به في الدنيا سيحاسب عليه حسابا عسيرا لأنه لم يترفع ويسمُ بأخلاقه أو تعامله!

وأخيرا، مانحتاج إليه هو أن «نسمو» بجميع جوانب حياتنا و«نعلم» أبناءنا هذا السلوك لكي ننشئ جيلا قادرا على التسامح والتعايش في جو من الألفة والمحبة بدلا من العداوة والبغضاء، فهنيئا لكل «سامي» على اسمه المميز.

الأنباء

تعليقات

اكتب تعليقك