يكتب خالد الجنفاوي عن ترشيد الإنفاق والاتكالية
زاوية الكتابكتب مارس 25, 2016, 12:02 ص 685 مشاهدات 0
السياسة
حوارات - ترشيد الإنفاق والاتكالية: كن عصامياً ولا تكن عظامياً
د. خالد عايدالجنفاوي
تشير كلمة الاتكالية إلى اعتماد المرء على غيره ومن يكل أمره ويسلمه إلى الناس، ونقيضها الاعتماد على النفس، فوفق نفس المصدر: فلان لَيْسَ مِنْ عَادَتِهِ الاِتِّكَالُ عَلَى غَيْرِ نَفْسِهِ (المعاني-لكل رسم معنى). وبينما نحن نواجه حتمية إعادة هيكلة الانفاق في أغلب جوانب حياتنا الخاصة والعامة نظراً لحدوث تقلبات اقتصادية عالمية، فحري بالإنسان الذي يعتمد كثيراً على الآخرين أن يعيد هيكلة سلوكياته وانطباعاته السابقة ويبدأ الاستعانة بنفسه فقط، فيعتمد على ذاته في تحقيق أغلب أهدافه. أن يبقى الفرد معتمداً على نفسه في كل أموره وخصوصاً في تلبيه حاجاته المالية والاقتصادية والمعيشية أفضل مليون مرة من الاتكال على الآخرين، فثمة سعادة فريدة ذات طعم خاص يُفضي إليها اعتماد الانسان على نفسه في أداء عمله وفي تحقيق نجاحاته الشخصية المختلفة. عندما يتولّ الإنسان جميع أمره، فسيحرص على القيام بنفسه بكل ما سينفعه دون أن يتمنن عليه الأفراد أو الجماعات، فمن يريد أن يتولىّ جميع أمره عليه التخلص من كل مظاهر الاتكالية، وعلى سبيل المثال: *تخلّص الفرد من كل مسببات الاتكالية مثل التململ من العمل، والتكاسل، وتأجيل قضاء الأمور. *يربط الإنسان العصامي تحقيقه للنجاح بمبادراته الطوعية، فهو يُرغم نفسه على العمل والإنجاز ولا يتوقع من الآخرين حثه على ما يجب عليه أداؤه وإنجازه. *النجاح لا يأتي على طبق من فضة أو ذهب، بل على الفرد أن ينهض ويعمل ويأتي ويذهب ويجتهد ويبحث عن نجاحه الشخصي بنفسه. *أفضل طريقة للاعتماد على النفس استثمار الانسان لمهاراته وقدراته الكامنة، فيكتشف قدراته بنفسه ويطورها بنفسه ويجيرها لمصلحته دون تدخل الآخرين. *يبتعد الإنسان الذي يعتمد عن نفسه عن الاتكاليين الذين يهذرون ويتذمرون كثيراً ويعملون قليلاً. *يُخلص الانسان الذي يعتمد على نفسه في كل جوانب حياته اليومية وأثناء أدائه لوظيفته، فالاعتماد على النفس يبدأ وينتهي باكتساب سمة الإخلاص في العمل. * كُنْ عصاميًّا ولا تكن عِظاميًّا (مثل). أفضل للإنسان ألا يتوقع أي مساعدة من الآخرين، فالعصامي سيحاول التخلص من الاتكالية السلبية في كل مجالات حياته الخاصة والعامة، ولا يفكر كثيراً حول ما يمكن لفلان من الناس تقديمه له، بل يبادر مباشرة بالعمل وبذل الجهود المطلوبة من طوع نفسه. خير لي كفرد أن أسعى لتحقيق الاستقلالية وأن أكون عصامياً وليس عظامياً.
تعليقات