من المهم أن تغير الدول من سياساتها الاعلامية.. بوجهة نظر ناصر المطيري

النهار

خارج التغطية  -  جفاف الحبر والقلم

ناصر المطيري

 

لم يعد بعيدا الزمن الذي يتوقف به هدير مطابع الصحف التي تستخدم براميل من الحبر في طباعة الصحف اليومية ، فالتحول بدأ عمليا وحقيقيا نحو الصحافة الالكترونية وآخر الصحف العالمية التي توقفت عن اصدار طبعتها الورقية صحيفة «الاندبندنت» البريطانية المعروفة ..
وعملية التحول من الصحافة الورقية التقليدية إلى الصحافة الالكترونية تتواكب مع هيمنة الهواتف وأجهزة الاتصال والتواصل الذكية التي همشت الصحيفة والكتاب والتلفزيون فتراجعت نسب توزيع الصحف وأصبحت كلفة الصحيفة الورقية عالية مع تراجع التأثير الاعلامي أيضا..
وإذا ما عقدنا مقارنة بهذه النسبة بمثيلتها الإلكترونية سنجدها في صعود مستمر، ففي الـ «ميل» جاءت متقدمة في القراءة الإلكترونية بزيادة 17 بالمائة على الشهر نفسه من السنة الماضية و «الإندبندنت» التي تعاني ورقياً كان لها 3.3 مليون قارئ على موقعها الإلكتروني الشهر الماضي، بزيادة 47% عن الشهر نفسه من سنة 2014.
ووفقًا لأرقام تصدرها شركة «مكتب مراقبة التوزيع»، أوضحت أن شهر نوفمبر الماضي 2015 انخفض توزيع صحيفة «ذا صن» نقص بنسبة 7.39 % عن الشهر نفسه من السنة الماضية.
وفي الولايات المتحدة الأمريكية هناك ثمة صحف أخرى، تحولت إلى صحف رقمية، مثل كريستيان ساينس مونيتور التي الغت طبعتها الورقية منذ العام 2008 واكتفت بنسخة رقمية على موقعها على شبكة الإنترنت.
فيما أعلنت مجلة نيوز ويك الأسبوعية الأميركية الشهيرة توقف نسختها الورقية عن الصدور منذ نهاية العام الماضي واقتصارها على نسختها الإلكترونية التي حملت عنوان نيوزويك جلوبال من بداية العام الحالي.
وفي فرنسا توقفت جريدة فرانس سوار عن الصدور منذ شهر نوفمبر 2011، واكتفت بنسخة على الإنترنت، وكانت إلى عهد قريب مؤسسة إعلامية مرموقة، عمل فيها مجموعة كبيرة من الإعلاميين على مستوى العالم.
ووفقًا لآخر الاحصائيات بلغ عدد قراء الصحف الورقية في العالم حالياً نحو مليار وسبعمائة مليون شخص، ولكن في مقابل هؤلاء فإن هناك حوالي مليارين ونصف من البشر يتعاملون مع الإنترنت وصحافته الإلكترونية، التي تكتسب مزيدا من الجمهور القاري مع الوقت.
وبناء على ما سبق يصبح من المهم أن تغير الدول من سياساتها الاعلامية بما يتواكب من التطور التقني في الصحافة ، لكي تخرج من الاطار التقليدي للصحافة التي فقدت تأثيرها أمام وسائل التواصل وانتشار الصحافة الالكترونية.