الضبط والربط في العسكرية ليس سيفاً على رقاب منتسبيها.. كما يرى طارق حمادة
زاوية الكتابكتب إبريل 3, 2016, 12:27 ص 2538 مشاهدات 0
الأنباء
نافذة على الأمن - الضبط والربط
فريق م. طائق حمادة
تطرقت في مقال سابق الى هيبة رجل الأمن، ودعوت الى تغليظ العقوبات على المدانين في قضايا الإساءة لرجال الشرطة، لأن في ذلك مساسا بسلطة القانون المخول بتطبيقه قوة الشرطة، ولكن هل من علاقة بين الهيبة والضبط والربط؟
بخبرتي الأمنية، نعم هناك علاقة وثيقة بين هذا وذاك، فسلوك رجال الأمن ومدى التزامهم بالقانون وهيبتهم والتزامهم بالانضباط، يفرض على المواطن والمقيم احترامهم، ويتحول بالتبعية الى انطباع يدوم، وينتقل من جيل الى آخر.
نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية الشيخ محمد الخالد يعي، باعتباره المسؤول الاول عن وزارة الداخلية، أهمية الانضباط لقوة الشرطة باعتباره يمنح المؤسسة الشرطية قوة بخلاف القوة المنبثقة من القانون. فنجده ومع كل مناسبة يشدد باتجاه الضبط والربط، واعلاء القانون دون تمييز، وهو بذلك يترجم اوامر وتوجيهات ربان البلاد صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الاحمد، حفظه الله ورعاه.
الضبط والربط في القطاعات العسكرية ليس سيفا مصلتا على رقاب منتسبيها، وانما بمنزلة مظهر أساسي، وعلامة فارقة على الجدية، ويعزز الالتزام بسلطة القانون ويرسخ من هيبة المؤسسة العسكرية باعتبارها عنوان لقوة الدولة وعزتها.
الانضباط في المظهر والاداء والحرص على تطبيق القانون دون تمييز يفرض على العسكريين الهيبة المكتسبة من ارتداء الزي الشرطي، المؤسسات العسكرية بدورها تحرص على صقل الالتزام والانضباط منذ مطلع الالتحاق بها، وذلك في مرحلة الدراسة والتدريب، فيصبح الضبط والالتزام منهجا وسلوكا ومكتسبا قائما على الاقتناع وليس ناتجا عن الخوف من العقاب، والمحصلة تحقيق مستوى راق في الأداء الفردي والجماعي الشرطي في مختلف الظروف، ليس هذا فحسب، بل ان الضبط والربط يصب في اتجاه تنمية روح الفريق لدى الأفراد في المؤسسة الشرطية. ويسهم في الاستجابة للأوامر وتنفيذها بدقة متناهية.
قبل سنوات دشنت وزارة الداخلية دورات للهيئة المساندة، او ما يعرف بالشرطة النسائية ليصبح العنصر النسائي مكونا اصيلا من الجهاز الشرطي، ومادامت الانثى أصبحت شريكة في حماية أمن، وجب تذكيرها بالأعراف العسكرية بهدف المحافظة على قوة وكيان وهيبة القطاع الامني، وحسنا فعل أخي القيادي القدير الفريق سليمان الفهد ان أصدر تعميما شدد من خلاله على ضرورة التزام أعضاء الشرطة المساندة بقواعد الضبط والربط العسكري، خلال أوقات الدوام الرسمي وشدد عليهن الحرص على المظهر العسكري اللائق، وتجاوز البعض منهن كارتداء العباءة على اللبس العسكري، أو كارتداء الملابس الضيقة، باعتقادي ان التعميم لم ينطلق من فراغ وإنما جاء حتما عقب رصد ما يمكن ان نطلق عليه البهرجة التجميلية لبعض العناصر الشرطية النسائية والممثلة في الرموش الاصطناعية ووضع مكياج لافت للنظر أو لبس حلي الأعناق والخواتم الكبيرة او نقش الحناء على باطن او ظاهر اليد إلخ، كل هذه التجاوزات تتنافى وتتعارض مع هيبة الوظيفة العسكرية، ايضا في التعميم رسالة مبطنة الى المكون الذكوري ان الالتزام والضبط لهم من البديهيات، الإدارة العامة للرقابة والتفتيش بقيادة الأخ النشط اللواء محمد العنزي مطالبة بتنفيذ التعاميم التي تصب في اتجاه تعزيز الانضباط لأبنائنا من قوة الشرطة من الجنسين، باعتبارها من اهم الأدبيات والتقاليد العسكرية.
٭ آخر الكلام: هناك قطاعات في وزارة الداخلية لها علاقة مباشرة بالمواطنين والمقيمين، واقصد القطاعات الخدمية، وهذه القطاعات تحتاج الى قيادة تتمتع بميزات تمكنها من اداء عملها بما يخدم الدولة، ويحقق مصالحها العليا والأهداف التنموية، ومن بين هذه القطاعات بل والاهم، قطاع الهجرة او ما يعرف حاليا بشؤون الإقامة.
اللواء الاخ طلال معرفي (ابوحسين) لا أجامل حينما اقول انه من اكفأ القيادات الحالية لإدارة هذا المرفق في هذا التوقيت، (ابوحسين) وبغض النظر عن رقي تعامله وخبرته، فهو يتسم بحسن القيادة والإدارة المنضبطة، وكما يقال بالعامية.. يشرف المنصب.
تعليقات