الكويتيون أكثر شعوب العالم 'تحلطماً'.. هذا ما يراه تركي العازمي
زاوية الكتابكتب إبريل 3, 2016, 12:31 ص 682 مشاهدات 0
الراي
وجع الحروف - من يرسم السياسات؟!
د. تركي العازمي
أيها الفرد الكويتي البسيط، إن كنت معيلا لعائلة وأنعم الله عليك بمنزل بعد طول انتظار، فلا تفكر بالتقاعد... راتبك «راح يتنتف» وسيصل لحد 1500 دينار، واستقطع منهم معدل 300 للكهرباء وفق التسعيرة المقترحة و400 لسائق وخادمتين و500 معيشة ومعدل 200 لبنك الادخار «التسليف» وعندئذ سيتبقى في رصيدك فقط 100 دينار (هذه للبنزين !).
طبعا هذا من دون احتساب فاتورة الماء والأقساط والبنزين والأمور البسيطة الاستهلاكية... ونترك تصور الوضع عندها والحل الممكن لك عزيزي القارئ وعزيزتي القارئة، خصوصا إن الجمع بين وظيفتين ممنوع على الكويتي !
الكل يتساءل٬ رفع تعرفة الكهرباء والماء غير المنطقية من رسم سياستها؟ وعقاريون ذكروا٬ أن لا مفر من رفع الإيجارات في حال إقرار تعرفة الكهرباء الجديدة.
الشاهد٬ أنني ذكرت من قبل أن الشعب الكويتي أكثر شعوب العالم «تحلطما» ليس لأنه يهوى هذا النهج بل لأنه مغيب عن من يرسم سياسات تخص معيشة المواطن التي نص عليها الدستور الكويتي بــ «رخاء»، وبينما تدعي الحكومة اتخاذها تلك الحلول المقترحة كسياسة للترشيد لمواجهة العجز المالي في الميزانية٬ تخرج لنا المدير العام لصندوق النقد الدولي كريستين لاغارد، خلال مؤتمر التمويل الإسلامي بالرد: «الكويت لا تعاني من عجز ووضعها المالي متين»!
أحد رواد الديوانية لديه سبعة اولاد ويسكن في منزل وعليه أقساط، يقول «شنسوي... نقطع هدومنا أو نروح للجان الخيرية؟ شلون نعيش براتب ما يبقى منه دينار واحد بعد منتصف الشهر»؟ وهذه حال الغالبية من بسطاء الكويت من مواطنين لا حول ولا قوة لهم إلا بالله والمظلوم عندما يتوجه بدعوته لله فلا راد لها!
من يرسم السياسات؟ سؤال بسيط صعب أقرب للمستحيل وجود إجابة له في ظل التركيبة الحالية التي لا يدرك مستواها إلا «حفنة من الرجال»!
كثيرة هي الحلول... وبما أننا نعتبر أقلية حسب آخر تعداد ٬ فلماذا يتعمد أحبتنا، «خنق» المواطن البسيط.
قيل عن الحلول٬ تستطيع مثلا ان تفرض ضريبة على المبيعات وزيادة الرسوم على الغالبية إن كنا نريد تحقيق الرخاء الذي نص عليه المشرع الكويتي. تستطيع ان «ترجع» المبالغ من الفاسدين الحرامية واستقطاع نسبة من أرباح الشركات وزيادة الرسوم عليها.
تستطيع ان تبحث عن مخارج من خلال الكفاءات المنسية، فالتصورات المطروحة تدل على أن العقول قد اعتراها خلل من جانب التفكير والتحليل المنطقي المبني على الفكر الإستراتيجي الذي يضع «جيب» المواطن في حل من الأزمة وتداعياتها.
لقد بلغ بنا الحال إلى أننا بتنا ندعو الله في الصباح بأن يسترنا بستره ويحفظنا من «شخبطة» البعض وأن يهب ولاة الأمر البطانة الصالحة... صارت الجموع تخشى على ما تبقى لها من «لقمة العيش»!
نكرر٬ هذا التخبط والتيه الإداري والقيادي من يرسم سياساته ؟ أفيدونا فـ «حكاية» الفساد الإداري تجاوزت حدود الخيال: أليس منكم رجل رشيد يرحم «الغلابا» من الصدمات اليومية؟... والله المستعان.
تعليقات