صار الفساد سمة وماركة مسجلة.. كما يرى تركي العازمي

زاوية الكتاب

كتب 519 مشاهدات 0


الراي

وجع الحروف  -  قول... 'الأيام دول'!

د. تركي العازمي

 

نحن من نرسم المفاهيم، بعضها صحيح، وكثير منها في وقتنا الحاضر، أشبه بقول حق أريد به باطل.

لم تعد الأخبار ولا عنواينها موصلة لحالة الفرح/الفرج، ولم نتمكن من التمييز بين الحقيقة وبين «المفبرك» حتى الهجوم صار بـ «الوكالة» وأصبح قول الحق حجة للهجوم عليك إلى درجة التشكيك في النوايا وإن كانوا لا يعرفونك على المستوى الشخصي و«احذر الأقربون»!

إنها سمة عصر التكنولوجيا التي دخلت في كل بيت، ورافقتك في مركبتك ومكتبك، وأي مكان تحط رجلك فيه، حتى الدواوين لم تعد مثل ما كانت عليه.

تأمل في قوله تعالى «وتلك الأيام نداولها بين الناس»... إنها دروس آلهية لم يستفد منها الكثير من أحبتنا، فالتداول يعني الانتقال والتحول والتغيير من حال إلى حال.

خذ عندك على سبيل المثال للاستدلال، قول محمد ابن عروة لما دخل اليمن واليا عليها «يا أهل اليمن هذه راحلتي، فإن خرجت بأكثر منها، فأنا سارق».

كان هذا نهج المثالية التي «يعايرنا» البعض في البحث عن تطبيقها... لم لا والأيام دول.

فمسألة «الذمة المالية» والكشف عنها لا تتعدى كونها إبراء للذمة، تنظيري أقرب من الهدف المراد منه.

لاحظ حال كثير من أحبتنا تجدهم في وضع مالي متواضع... ومن دون مقدمات تتغير أوضاعه، وقليل من يعلم سر هذا التحول.

الذي نريده من قول «الأيام دول» مثبت وليس بالضرورة أن تكون ملما بالتاريخ، فكما أشرنا أعلاه إننا في عصر التكنولوجيا ومن خلال أي محرك بحث تستطيع فهم ما تريد في ثوان قليلة.

الأيام دول... صحيح وثابت والبعض من أحبتنا لم يقرأوا عن قولابن عروة ولا مفهوم الهدية ولو من باب أخلاقي.

والأيام دول... والبعض يرى أنه هو الوحيد الأنسب لتبني قضايا الجموع ويترشح وتتغير أحواله وسلوكياته ولا تجد من يحاسبه.

نكتوي بنار التغييرات ولا نجد الشفاء من المتغيرات، ليس قصورا من كثير من أحبتنا لكنها سمة العصر الحالي حيث صار الفساد سمة وماركة مسجلة ولا يستطيع الاقتراب للمفسد كائن من كان... فالسارق والفاسد حر طليق، وإن لمست حديثا حوله فستجده «على استحياء» لأنه وإن رفع صوته فلا يجد أذنا صاغية.

نسمع عن النوايا الإصلاحية والمبادرات وترديد بعض العبارات، وأنا على المستوى الشخصي لم أعد راغبا في سماعها.

نريد أياما جديدة وبأوجه جديدة تنقلنا من حال إلى حال.

نريد اختيارا يفهم الفرق بين الرشوة والهدية وضوابط منحها وصفة متلقيها ومانحها. نريد كهرباء وماء، ولا نرغب في تركيب مولد أو البحث عن لمعان الألواح الخاصة بالطاقة الشمسية فوق سقف القسيمة/البيت. نريد تعليما... نريد علاجا يصرف لنا بعد تشخيص طبي سليم. نريد شوارع لا ترجمنا بالـ «حصى» نريد القبض على كل سارق للمال العام وكل من اعتدى على حق من حقوق المواطنة الحقة.

نريد من يحترم عقول الغالبية الصامتة التي أدركت أن الزمان ليس بزمانها ولا الرجال برجالها.

نريد ميثاق شرف يحاسب كل من تسول له نفسه بايقاع الضرر على الآخرين عن طريق اسمه الصريح أو المستعار (وهم كثر).

نريد شفافية في معالجة طريقة فهم قول «الأيام دول» من وازع ديني أخلاقي واجتماعي مقارنة مع ممارسات جيل الأجداد إن كنا نبحث عن مستقبل أفضل ولو أنني نوعا ما أشك بتوافر الأرضية لهكذا توجه لكن يبقى الأمل بالله عز وجل كبير وببعض الرموز الوطنية التي لا تحبذ الظهور إعلاميا... هذه رغبتنا والله المستعان.

الراي

تعليقات

اكتب تعليقك