ما تعانيه البلدان العربية والإسلامية سببه سوء التعليم .. برأي حمد القطان

زاوية الكتاب

كتب 602 مشاهدات 0


النهار

قلم صدق - التربية والتعليم ركيزة الإصلاح

حمد صالح القطان

 

أي مجتمع إنساني يجب أن تكون له ركائز أساسية يستطيع من خلالها غرس القيم والعادات والثقافة السليمة، ومتى ما فقدت تلك الركائز فقدت معالم المجتمع وانحرف، واصبح لقمة سهلة لدخول أي ثقافة خاطئة ودخيلة عليه، لأنه لم يبنَ بالطريقة الصحيحة أو بالأحرى لم يرتكز على ركيزة قوية سليمة، كبناء المنزل، فعندما يبنى المنزل على أساس متين وقوي فانه يتحمل البقاء والحفاظ على قوامة لسنوات طويلة، وعندما لا يبنى على أساس قوي ومتين فانه أمام أي صدمة أو هزة ينهار سريعا، وهكذا هو المجتمع.

وهنا تعد التربية والتعليم من أهم الركائز التي يجب أن يقوم عليها المجتمع، للأسباب التالية:

1- إني طبيعة الانسان قائمة على أساس الاحتياج والشهوانية، حيث ان الكثير من متطلبات الحياة الطبيعية للبشر اساسها الاحتياج والشهوانية، فمثلا، الطعام والشعور بالجوع، النوم والشعور بالنعاس، الزواج والشعور بكثرة النسل، الصداقة والشعور بالوحدة والنقص، العمل والشعور باحتياج المال.

فهذه الحياة البشرية ان طغت على التفكير الانساني سوف تعم الفوضى والعبث، خاصة وأنه لا توجد قواعد يرتكز عليها وايضا حالة شهوة التسلط والأفضلية هي التي تطغى، وهنا نحتاج الى ركيزة التربية والتعليم كي تغرس في المجتمع، لتنظم الحياة البشرية وفق الأخلاق والعقل السليمين، فمما لا شك فيه ان الركيزة الوحيدة التي ترتبط مباشرة بعقل الانسان وادراكاته العقلية هي ركيزة التربية والتعليم، فمن خلالها يستطيع العقل أن يدرك الصح من الخطأ، والطيب من الخبيث، وهذا ينعكس على تصرفاته وأفعاله اليومية.

فلذلك من الطبيعي عندما نشاهد فردا من المجتمع وهو يقوم بعمل خاطئ وقبيح وشاذ عن المجتمع نطلق على تصرفه بأنه غير مؤدب أي بلا تربية، كذلك عندما ندرس أفعال غير المتعلمين سنشاهد بأنهم يتميزون بالبساطة الاجتماعية والعقلية ومنها ما هو حميد وآخر سيء، وهذا مالا يمكن ضمانه فلذلك يجب التعليم لتنمية القدرات العقلية.

2- يخطئ الكثير من العلماء حين يظنون بأن التربية والتعليم لسد الحاجات الدنيوية من خلال تنظيمها، بل أن الغاية القصوى للحياة الاجتماعية هي نمو التكامل الروحي والمعنوي لكل فرد بالبشرية، وهو ما يحصل عن طريق معرفة الله سبحانه وتعالى ونيل رضاه والتقرب منه.

فان الحياة الاجتماعية وتأمين الحاجات المادية والدنيوية كلها مقدمة كدلائل وحجة لأن يصبح أكبر عدد من الناس عابدين لله سبحانه وتعالى، كما قوله تعالى: (وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا يعبدونني لا يشركون بي شيئا ومن كفر بعد ذلك فأولئك هم الفاسقون) صدق الله العظيم، وتدل الاية الكريمة على ان عبادة الله سبحانه وتعالى هي التي تقيم النظام والأمن والأمان والاستقرار في أي مجتمع مؤمن، ومعرفة الله سبحانه وتعالى تحتاج الى العلم والتعلم الذي من خلاله نستطيع معرفة الخالق الواحد الأحد وكيفية عبادته كما أوضحها في محكم كتابه الكريم وعن رسوله محمد صلى الله عليه وسلم.

3- انه وبفضل التربية والتعليم نستطيع أن نصلح ونقوي ونرسخ أي ركيزة أخرى يقوم عليها المجتمع، فمتى ما صلح المجتمع بتربيته وتعليمه الصحيحين فمن الطبيعي سوف نستطيع اصلاح أي أمر فيه خلل وجب اصلاحه.

4- عندما يمتلك المجتمع التربية والتعليم الصحيحين فانه سوف يكون مبادرا في وضع القوانين واللوائح الاجتماعية ومشجعا على تطبيقها، فمن يملك هذه الركيزة يرغب في تطبيقها وتعميمها، حيث انه يعلم أن قوام مجتمعه بها.

وما تعانيه البلدان العربية والاسلامية من انتشار الفساد والحروب والفوضى وعدم التنمية وانتهاكات لحقوق الانسان وسوء الاقتصاد والإدارة والحكومات كله محصور في ركيزة اساسية وهي سوء التربية والتعليم في عالمنا العربي والإسلامية، فالاخلاق السليمة لا يمكنها أن تظلم او تقسو على أحد كذلك هي الضابطة لحكم العلم، والعلم أيضا يدرك معنى انتشار الفساد وسوء الحالة الاجتماعية وما يترتب من ضرر عليه شخصيا قبل المجتمع بأكمله.

النهار

تعليقات

اكتب تعليقك