الفساد في الكويت حجمه كبير ومتغلغل في كافة مرافق الدولة .. هكذا يرى وائل الحساوي
زاوية الكتابكتب إبريل 24, 2016, 12:02 ص 1290 مشاهدات 0
الراي
نسمات- العفاريت في دواويننا وبيوتنا!
د. وائل الحساوي
يقول المثل الشعبي: «اللي يتكلم عن العفاريت، يخرجون له».
اشعر بان العفاريت تملأ بيوتنا ودواويننا وكل اماكن تجمعنا، وهذه العفاريت ليست غير قضايا الفساد وسرقة المال العام في الكويت، فما ان تدخل ديوانية من الدواوين حتى يسرد احد الحاضرين لك قائمة من الحوادث التي تدلل على سرقة المال العام او الرشوة من جانب بعض المتنفذين وعلية القوم، ثم تزداد القصص والاستدلالات إلى ان تصل إلى نتيجة ان البلد غارق في الفساد والسرقات!
وانه ميئوس منه!!
اما وسائل الاتصال الاجتماعي فتعج بآلاف القصص التي تكشف خلفيات كل صفقة من الصفقات الحكومية وتبين حجم السرقات فيها، ويستغل ابطال «التواصل الاجتماعي» تخفيهم عن الظهور باسمائهم الحقيقة ليثيروا قضايا ساخنة وحساسة وليلقوا بالاتهام على اطراف كثيرة دون الحاجة إلى كشف الأدلة او اثبات مصداقيتهم!
ونرى القضايا الكثيرة التي تعرض في المحاكم وتصدر فيها احكام قاسية بالسجن على مغردين دون ان نتبين خلفية تلك الاحكام ولماذا هذه القسوة الكبيرة على مجرد تغريدات، ولكن كل ذلك لا يكشف حقيقة الواقع.
لاشك ان الفساد في الكويت حجمه كبير ومتغلغل في كافة مرافق الدولة، ولا شك ان جهود الحكومة في محاربة الفساد اقل بكثير مما يتطلبه الامر لمحاربة الفساد، ولاشك ان مجلس الامة الحالي عاجز عن التصدي للفساد وان عددا من اعضائه منغمسون في الفساد إلى النخاع، لكن السؤال: هل الحديث المتواصل عن الفساد واتهام الجميع هو الطريق الامثل لمعالجة ذلك الوباء ام انه يعطي نتائج عكسية ويشجع الآخرين على التطاول على المال العام والتمادي في الفساد بدلا من ان يحاصره ويقضي عليه؟!
في تصوري ان استمراء الحديث عن الفساد بهذه الطريقة التي نتناولها في مجالسنا ومنتدياتنا يؤدي إلى نتائج عكسية.
أولا: لانه يستغرق معظم وقتنا وجهدنا بحيث يشغلنا عن امور كثيرة مهمة.
ثانيا: اننا دائما ما نخلط الامور ونضم الكثير من الروايات المختلفة والمكذوبة او التي لا دليل عليها إلى ما عندنا، ونكسر الكثير من ثوابتنا الدينية مثل حسن الظن بالناس والبعد عن الغيبة وسوء الظن بالناس.
ثالثا: ان مثل ذلك الحديث المتكرر يؤدي بنا إلى الشعور بالاحباط واليأس مما حولنا، بل ويجعلنا دائمي الشك بالجميع، فالكل مفسد والكل حرامي، وهذا اخطر ما يصيب الامم من امراض وهو اليأس مما عندها !!
وللاسف فان وضعنا في الكويت أصبح مشابها لذلك، فقد اصبحنا لا نثق باحد ونتهم الجميع مع ان لدينا مؤسسات مشهوداً لها بالنزاهة ونظافة اليد، ولدينا آلاف الاشخاص النزيهين والمخلصين الذين لولا فضل الله تعالى ثم جهودهم لانهدم البلد وانهار.
بل وهنالك اجراءات كثيرة اتخذتها الحكومة ومؤسسات الدولة لاستعادة هيبتها ومحاسبة المفسدين، كما شاهدنا كثيرا من مشاريع خطة التنمية قد انطلقت وآتت اكلها ولله الحمد.
حتى مجلس الامة الذي نشتكي من ضعفه وانه اداة في يد الحكومة قد قربت نهايته وقد قرر كثير من الاطراف والكتل السياسية الرجوع إلى حلبة البرلمان والتنافس على مناصب المجلس، وهذا هو اساس الحل المطلوب!!
اذاً فلابد ان نتوقف عن جلد الذات بهذه الطريقة المخيفة، وان نتفاءل بالحاضر والمستقبل، وقبل ذلك كله لابد ان نتحرك جميعا لاصلاح الاوضاع في بلدنا الصغير بدلا من ان نتحول جميعا إلى محللين سياسيين ثم نترك «القرعة ترعى»!
تعليقات