مكافحة الفساد والتيه السياسي لا يمكن أن تتم بالمقاطعة.. بوجهة نظر تركي العازمي متحدثا عن إنتخابات مجلس الأمة
زاوية الكتابكتب إبريل 23, 2016, 11:53 م 504 مشاهدات 0
الراي
وجع الحروف- ... إنهاء المقاطعة!
د. تركي العازمي
أعلن الأمين العام لتجمع ثوابت الأمة النائب السابق محمد هايف، المشاركة ترشحا وانتخابا، حرصا على مصلحة الأمة وبراءة الذمة. وقال: «نسعى إلى تحقيق الغالبية في المجلس المقبل والأسباب مهيأة لنا في ذلك». («الراي» عدد الخميس 21 أبريل 2016).
سبق وصرح بعض الأعضاء السابقين بوجود النية للمشاركة ولو «تلميحا»، وقد تكشف لنا الأيام المقبلة، وضع الكتل الآخرى من مصير المقاطعة.
مجلس «الصوت الواحد»، مجلس تم تحصينه، والخوض في مسألة المبدأ أمر آخر حيث باتت الحاجة ملحة لوقف المقاطعة، ولو انني كنت منذ البداية أدفع بالمشاركة لأسباب معلومة لدى كثير من أحبتنا.
«خذ وطالب» مبدأ معمول به في السياسة التي تعتبر فن الممكن في زمن المتناقضات الاجتماعية والسلوكيات غير المفهومة.
وبغض النظر عن المكسب والخسارة ولو من الجانب المعنوي، فنحن نتحدث عن بناء وطن كلنا مجتمعون يجب أن نساهم فيه... وأقصد بمجتمعين تلك المجاميع الصالحة أخلاقياً من مختلف المشارب.
مكافحة الفساد والتيه السياسي و«الشخبطة» الاجتماعية لا يمكن تحقيقها من خلال العزوف عن المشاركة لأنها ببساطة تركت المجال ليصبح الفساد عرفا والخاسر في النهاية البلد والعباد.
لذلك٬ وفي ظل ما نراه من معطيات أعتقد بأننا مطالبون باختيار الأصلح والجدير بنيل ثقتنا ليمثلنا لا أن يمثل علينا.
إن الاختيار يجب ألا يكون مبنيا على نسبة الخدمات، فكثير من أحبتنا من النواب السابقين كانت مواقفهم طيبة وفي الوقت نفسه يقدمون الخدمات.
مصطلح نائب الخدمات من وجهة نظري، يحتاج إلى فهم أفضل من قبل قاعدة الناخبين، فنحن عندما ننتخب مرشحا فقط لأنه «يخلص» معاملاتنا من دون أي مشاركة فعالة في جانبي التشريع والرقابة، نكون عندئذ تسببنا في الإبقاء على الوضع السيئ.
والخدمات لا تعيب المرشح الكفاءة بل هي واجبة، وقضاء حاجة الناخبين له فيها أجر.
وعليه٬ فإن اختيار المرشح يجب أن ينصب على معايير الكفاءة ومنها مستوى الثقافة٬ متحدث٬ نزيه٬ مستوى عال من الرشد واجتماعي السلوك، يستطيع التنسيق مع بقية زملائه إن حالفه الحظ، وأن يكون على حسن تواصل خلاف مشاهدات الماضي القريب التي شهدت مرشحين أغلقوا هواتفهم بعد النجاح وعند مناقشة أي قضية مصيرية تجد مواقفهم «تفشل»!
خلاصة القول٬ أتمنى أن تشهد الانتخابات المقبلة نسبة مشاركة كبيرة جدا وأن تخرج لنا قائمة الـ 50 نائبا بأسماء يعتمد عليها في زمن نحن فيه أحوج للإصلاح أكثر مما مضى، وهذا لن يتحقق ما لم تستوعب قاعدة الناخبين الدروس الماضية لتصحح معيار الاختيار لنواب المجلس المقبل... والله المستعان.
تعليقات