حكومة تصدير الأزمات.. يوسف حجي متحدثا عن إضراب النفط

زاوية الكتاب

كتب 902 مشاهدات 0


النهار

قلم جاف- معاقبة المسؤول عن إضراب النفط

يوسف حجي

 

تساؤلات كثيرة بدأت تطرح هذه الايام لاسيما بعد ما شهده القطاع النفطي من اضراب كاد يتسبب بخسارات فادحة لولا تراجعه بعد عدة ايام. ما جرى من اضرابات سابقة مثل اضراب الجمارك، والاطفاء، وطياري الكويتية، وآخرها اضراب القطاع النفطي يؤشر الى حقيقة واحدة وهي التعنت الحكومي في التعامل مع الموظفين وعدم الاستماع لمطالبهم.

«آخر العلاج الكي» هي الحكمة التي يمكن أن نطلقها على المضربين، فلا يمكن ان نصدق ان هؤلاء قد قاموا بهذا العصيان المنظم نتيجة للترف او لاستنزاف هذه الجهة أو تلك وانما جاء انعكاسا لحالة الغبن التي باتوا يشعرون بها وتجاهل المسؤولين الحكوميين لمطالبهم المحقة في البحث عن تحقيق مكاسب في رفع المستوى المعيشي وعدم المس ببعض المكتسبات التي حصلوا عليها.

حقيقة الامر ان الحكومة اقل ما يقال عنها بانها حكومة تصدير الازمات والا ما معنى ان يأتي بعض مسؤوليها لاستفزاز مشغلي اكبر مصدر لموارد الحكومة وفرض أجندتها وفق رؤية قاصرة وغير مسؤولة.

الحكومة حتى تستطيع ان تمسك بزمام الامور وتتحاشى مستقبلا استنزاف وخسائر مواردها لابد لها من معالجة حكيمة للقضايا التي تطرحها وفق برنامج علمي مدروس يقطع الطريق أمام كل من يحاول ان يتمرد على مشاريعها أما والحال كذلك فان الحكومة توفر المبررات والذرائع لدفع هؤلاء المضربين للقيام بما قاموا به من شل للقطاع النفطي وكبد الحكومة خسائر فادحة علما بان النفط المورد الأساس للدولة وشريان الحياة لاقتصادنا.

هل يعقل ان تبقى وزارة النفط وهي العمود الفقري لاقتصادنا وحياتنا ككويتيين بدون وزير بالأصالة منذ شهور؟ والكل يدرك ان مهام الوزير بالوكالة هي تسيير العاجل من الأمور.

ولماذا لم نسمع تصريحا من الحكومة أثناء مطالبة عمال النفط وتهديداتهم بالإضراب، ألا يستحق هذا الاضراب الذي شل الحياة الاقتصادية الكويتية تصريحا اعلاميا من الحكومة تحاول من خلاله تهدئة النفوس واعطاءهم وعودا بمعالجة مشاكلهم تمهيدا لعودة المضربين لعملهم.

ما جرى من تداعيات لازمة المضربين بحاجة الى وقفة جادة ولا يجوز أن يمر هذا الاضراب الذي انتهى بسلام مرور الكرام ودون الوقوف على أضراره ومحاسبة المسؤولين عنه سواء من الحكومة او الوزراء او مسؤولي القطاع النفطي.

اضراب القطاع النفطي لم يكن الاخير ولن تتوقف الاضرابات طالما تنتهج الحكومة هذه التصرفات العرجاء، واذا لم تستطع معالجة السلبيات والمشاكل التي يعاني منها بعض الموظفين فان هذا الامر لن يتوقف عند هذا الحد وان غدا لناظره قريب.

النهار

تعليقات

اكتب تعليقك