لا تبحث عن التفاصيل إنها مؤلمة!.. تركي العازمي يتحدث عن الفساد

زاوية الكتاب

كتب 527 مشاهدات 0

د. تركي العازمي

الراي

وجع الحروف-  ما بعد مهندسة النصب والاحتيال...!

د. تركي العازمي

 

قامت الإدارة العامة للمباحث الجنائية بمخاطبة إدارة التنفيذ الجنائي في وزارة العدل، لإصدار أمر ضبط وإحضار بحق المهندسة الكهربائية التي استولت على 12 مليون دينار وغادرت البلاد إلى إيران، وان تحريات المباحث لا تزال جارية لكشف شركائها في عمليات النصب والاحتيال وسيتم الإفصاح عنهم مهما كانت مكانتهم («الراي» 22 أبريل 2016).

ما عليه... تعاملوا معنا على قدر فهمنا؟ ماذا تعني عمليات النصب والاحتيال، وهل هي محصورة في الجانب المالي أم ان النصب والاحتيال المعنوي أخطر من ذلك بكثير، وماذا بعد مهندسة النصب والاحتيال؟

أعتقد ان الدول تنهض من خلال تطور مستوى التعليم، فإن تحسن مستواه انخفض مستوى النصب والاحتيال في شقيه المادي والمعنوي، ولنا في مؤسس سنغافورة الحديثة، خير مثال.

في آخر دراسة٬ احتلت الكويت المركز الرابع لأعلى معدل في العالم لعدد المعلمين نسبة إلى الطلبة بواقع مدرس واحد لكل تسعة تلاميذ، لكن جودة نظامها التعليمي ما زالت تترنح في المركز الـ 88 وهو المركز قبل الأخير خليجيا. والمفارقة ان الكويت أنفقت خلال العام الماضي وحده 1.69 مليار دينار في وزارة التربية و329.6 مليون دينار في وزارة التعليم العالي، بمجموع يبلغ 2.02 مليار دينار، وهو ما يعادل ميزانية بضع دول مجتمعة («الراي» 23 أبريل 2016).

قبل أيام احترق مبنى جامعة الشدادية بعد عدد من الحرائق التي شهدها الموقع في السنوات القليلة الماضية... و»عاد تابع نتائج التحليل والتحقيق»!

مشكلتنا في قضية المهندسة الكهربائية، نصب واحتيال مادي، ساعد في حصوله، البحث عن الربح السريع من دون أي ضمانات، وهو خلل في التعامل أفرزته حالة من الضعف المعنوي، وقد يكون مستوى التعليم الهابط أحد أسبابه.

كم من نصاب ومحتال «يسرح ويمرح» على المستويين المادي والمعنوي بيننا؟

العدد في ازدياد وما أن نخرج من فضيحة إلا ونحن في اليوم التالي نشهد حادثة مشابهة بما فيها قضايا التزوير في الجنسية التي أثارتها «الراي» قبل أيام.

ومع كل قضية نقرأ تفاصيلها، يتبادر إلى ذهننا السؤال التالي:

هل القانون مطبق على كل حالة؟ وهل تحمل القائمون على وزارة التربية، المسؤولية في ظل تدهور مستوى التعليم من جهة وتدني مستوى ثقافتنا التي يعتبر التعليم أحد أهم العوامل المحسنة لها؟

لا تبحث عن التفاصيل، إنها مؤلمة، ولن ننهض من كبوتنا هذه التي امتدت إلى عقود من الزمن إلا بخروج الكفاءات وتطبيق القانون على كل محتال ونصاب خرج ولم يعد مكبل اليدين... إنه الفساد بعينه.

لا تبحث عن مصير أبنائنا أو تلك الأموال التي غادرت ولا نعلم مكانها... ولا تبحث عن تحصيل علمي في ظل وجود التركيبة القيادية الحالية.

إننا نبحث عن ثورة اجتماعية تصيح بأعلى صوتها وبكل أدب «يكفي... لقد بلغ السيل الزبى»، وذلك عبر التفاعل الاجتماعي مع القضايا المطروحة عوضا عن حالة «التحلطم» التي لا تسمن ولا تغني من جوع.

نفهم ان هناك خللاً وصور الفساد مثبتة؟ ونعلم ان هناك قصوراً، ألا إننا ما زلنا نتأمل الخير من أحبتنا أصحاب القرار، لعلهم يعينوننا في فهم الحلقات المفقودة في قضية الإصلاح المنشودة التي تبدأ من تغيير في القيادات وممثلي الشعب وأن يتسلم المؤسسات الخدماتية، المشهود لهم بالكفاءة والنزاهة والرشد... والله المستعان.

 

 

 

الراي

تعليقات

اكتب تعليقك