ضمائرهم فارقت الحياة .. عبد العزيز الكندري منتقدا المجتمع الدولي حول غرق اللاجئين في البحار

زاوية الكتاب

كتب 701 مشاهدات 0

عبد العزيز الكندري

الراي

ضمائر... فارقت الحياة!

عبد العزيز الكندري

 

أصبح مشهد الهروب الكبير والذي يتم في شكل شبه يومي، مألوفاً... فحين تشير نشرات الأخبار إلى غرق وموت أكثر من 300 شخص وهم يستغلون القوارب المتهالكة، يمر الخبر مرور الكرام من دون ان تتحرك اي مشاعر.

كيف تموت كل هذه الأعداد يومياً في أعماق البحار من دون أن تحرك هذه الكارثة الإنسانية، ساكناً؟ أين أصحاب الضمائر الحية، أم أن الخبر لا يعنيهم كون الذين غرقوا ليس من دوائر اهتمامهم القريبة، وبالتالي ليس هناك مانع من تجاهلهم؟ وقد يمر الخبر مرور الكرام، ونحن بانتظار النشرة التي بعدها أو متابعة الأخبار الرياضية! أي مشاعر هي التي لدينا، وهل ماتت الضمائر؟

فغالبية الهاربين في قوارب الموت، دفعهم الى ذلك، الفقر والقتل على الهوية والحروب الطائفية الطاحنة التي تعيشها المنطقة العربية، ولعل الصور التي تصلنا عبر الهواتف الذكية، خير مثال وشاهد.

قبل فترة، أنقذت السلطات الليبية 11 شخصا قبالة سواحلها، وعند التحقيق معهم تبين أن القارب المتهالك الذين كانوا يستقلونه كان على متنه 500 شخص من 4 جنسيات عربية، فتم انقاذ 90 شخصا من البحر، أما البقية فأصبحوا في عداد المفقودين.

وقصة أخرى لناجية تروي كيف مات زوجها وأبناؤها أمامها، وهي تراهم يغرقون واحدا تلو الاخر وهم ممسكون بوالدهم، بعدما نال منه التعب الشديد. كما ذكر أحد الناجين موقفاً إنسانياً مؤثراً، وهو أن أكثر ما أثر فيه هو منظر تلك الفتاة التي كانت تحتضن طفلين لأيام، وقد توفي أحدهما بعد وصول السفينة التي أنقذت الناجين.

القصص لا تكاد تعد ولا تحصى، فمع كل شخص قصة تستحق أن تكون بمثابة فيلم إنساني، لأن الهاربين دفعوا كل مدخراتهم من أجل إيجاد فرصة عيش كريمة لأبنائهم ولهم، أما الرابحون من قضية التهريب، فهم أناس نزعت الرحمة من قلوبهم، يقومون بهذه الأفعال المشينة من أجل حفنة من المال... نعم، هي تجارة رابحة، لكن مقابل أن تتنازل عن ضميرك وأخلاقك ومشاعرك، إنهم تجار حروب، يجب محاسبتهم، خصوصا الذين أغرقوا القوارب مع سبق الاصرار والترصد.

وعلى المجتمع الدولي ولاسيما الأمم المتحدة، والأونروا والمفوضية السامية لشؤون اللاجئين، أن يكون دوره أكبر في مساعدة النفوس البشرية التي تموت في أعماق المحيطات، في هربها بحثاً عن شواطئ الحياة، والبحث عن حياة كريمة ومستقبل أفضل، وعدم التعسف واستعمال القوة ضدهم.

الراي

تعليقات

اكتب تعليقك