إصرار إسرائيل على إبقاء إحتلال الجولان أحد مخرجات ما يسمى بالربيع العربي .. برأي هيلة المكيمي

زاوية الكتاب

كتب 807 مشاهدات 0

د. هيلة المكيمي

النهار

حياد إيجابي- الجولان وغبار الربيع العربي

د. هيلة حمد المكيمي

 

مما لاشك فيه ان اصرار الحكومة الاسرائيلية على ابقاء الاحتلال على ما تبقى من هضبة الجولان السورية منتهزة تردي الوضع السوري الداخلي لاسيما ما بين الاطراف المتحاربة وفتور العلاقات الاميركية - الخليجية وانشغالات العرب بجبهات القتال المتعددة والتي لا تعدو كونها حروب استنزاف يستنزف من خلالها كل مقدرات البناء والتنمية العربية، نقول ان تلك الخطوة ليست الا احدى مخرجات ما يسمى بالربيع العربي والمزيد من الانتهاكات لمنظومة الأمن العربي القومي والذي يعيش في أسوأ حالاته بفعل اختلاف وجهات النظر وضياع البوصلة العربية وفقدان الرؤية المستقبلية والتي من المفترض ان تكون التنمية وبناء الانسان العربي على سلم اولوياتها.

تصريحات الرئيس الاسرائيلي بنيامين نتنياهو الاخيرة بشأن عدم انسحاب اسرائيل من مرتفعات الجولان نجحت في استفزاز الجانب العربي الذي سارع من اجل الاستنكار والشجب الا ان الواقع ان اطلاق تلك التصريحات لعرقلة اي خطوات باتجاه ما تبقى من جهود لمباحثات السلام الاسرائيلي- الفلسطيني، فالجانب الاسرائيلي يشعر بأنه الطرف الاقوى في المعادلة ولهذا ليس بحاجة لتلك المساعي بل الابقاء على الوضع معلقا كما هو واستمرار المساومة والتفاوض والرهان على الوقت امام واقع عربي متشرذم يعطيه ضمانات اطول للبقاء والاستمرار، تلك هي وجهة النظر الاسرائيلية والتي تعد عنصرا رئيسيا لاستمرار حالة عدم الاستقرار السياسي والأمني في المنطقة، الا ان اشكالية اسرائيل انها لا تعي بانها أوجدت نفسها ضمن منظومة اقليمية وان ابقاء تلك المنظومة في ظروف متوترة امنيا سينعكس بلا شك على الوضع الاسرائيلي في الداخل، وانها لابد من ان تنتهز فرص ومباحثات السلام لخلق سلام حقيقي يضع حدا لسنوات من فقدان الاستقرار والأمن في المنطقة.

الجولان او الهضبة السورية تقع في بلاد الشام بين نهر اليرموك من الجنوب وجبل الشيخ من الشمال، تابعة إدارياً لمحافظة القنيطرة، وتم احتلال جزء منها في حرب 1967، وتقدر مساحتها الاجمالية ب 1860 كم2، ويؤكد اللغويون بـأن الاشتقاق اللغوي لكلمة الجولان يدل على اتصاله بكلمة (اجوال) وهي تعني البلاد التي يعج فيها الغبار، وحقيقة ذلك المضمون وما يحدث في الجولان يأتي معبرا لمخرجات الربيع العربي والتي لم تكن سوى غبار يسهم في المزيد من فقدان الرؤية للواقع والمستقبل العربي.

النهار

تعليقات

اكتب تعليقك