غسان المفلح .. يكتب القضية الكردية بين إيران وتركيا
زاوية الكتابكتب إبريل 26, 2016, 12:07 ص 167 مشاهدات 0
السياسة
القضية الكردية بين إيران وتركيا(2-4)
غسان المفلح
في العام 1989 اغتالت سلطة خامنئي السيد عبدالرحمن قاسلمو زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني في إيران, واثنين من مرافقيه في فيينا العاصمة النمساوية. ثم اغتالت خليفته في برلين 1992 السيد سعيد شرف فندي. ينص الدستور الإيراني في مادتيه الـ 15 و19 على حق الأقليات في استعمال لغاتها في المجالات التعليمية والثقافية. من جهة أخرى استطاع حزب العمال الكردستاني شق صفوف حزب العمال الكردستاني في ايران وتشكيل حزب الحياة( بيجاك) 1999 بزعامة عبد الرحمن احمدي وهو قيادي سابق في الحزب الديمقراطي. بقيت المناوشات بين الحزب والسلطات الإيرانية حتى العام 2009. بعدما وضع هذا الحزب على قائمة الإرهاب الاميركية، رغم انه في العام نفسه اتهم خامنئي أميركا بمساندة هذا الحزب والاكراد عموما لزعزعة استقرار ايران. كذلك الحال تبعت الحكومة العراقية الحكومة الإيرانية ووضعته على قائمة الإرهاب مع الحزب الام في تركيا2011. مع بداية الثورة السورية 2011 في حوران وانتشار التظاهرات ضد النظام المجرم، اتخذت قيادة الحزب الام في قنديل، وقف نشاطها في ايران. وتحالف مع ايران والأسد ضد الثورة السورية. تم شبه الغاء القضية الكردية في ايران من ادبيات حزب العمال الكردستاني في تركيا. استطاع قاسم سليماني ضابط المهام الخاصة للمرشد خامنئي، وعبر وسطاء من حليفيه الاتحاد الوطني الكردستاني في العراق، وحركة التغيير في كردستان العراق، إقامة تحالف مناهض للثورة السورية من جهة، وضد الحزب الديمقراطي الكوردستاني بزعامة مسعود البارزاني وموجها ضد تركيا بشكل رئيسي واساسي. ايران دولة ذات مشروع ديني طائفي دستورا وسياسة. يمكن العودة لمواد الدستور الإيراني وخصوصا المادة الخامسة منه، والتي تنص على ان الولي الفقيه هو الحاكم الفعلي خلال غيبة الامام المهدي، غالبية الكرد في ايران سنة وليسوا جعفريين. كنت كتبت كثيرا عن هذا الموضوع. لهذا فالقضية الكردية في ايران. ابتعدت عن واجهة الأضواء كليا في ادبيات الكرد السوريين السياسية وخصوصا جماعة قنديل، ولم تبق قضية كردية لديهم الا في تركيا. علما ان احداث مهاباد الأخيرة مايو 2015 على اثر انتحار الفتاة الكردية فريناز خسراوني هربا من الاغتصاب على يد ضابط استخبارات إيراني. هذه الانتفاضة المصغرة تم قمعها بشراسة، وبعطاء من أوباما. كما تسربت انباء عن قيام جماعة قيادة قنديل هناك بلعب دور قامع للتظاهرات الكردية، كأن حزب الحياة باتت مهمته قمع الحراك الكردي ضد نظام الملالي. كما قمع تظاهرات الكورد في عفرين وكوباني ضد الأسد. كفرنبل السورية تضامنت مع الانتفاضة الكردية تلك، ورفعت شعار(سيذكر التاريخ ان الاكراد يستشعرون الحرية باكرا.. والهبوا الحرية لسورية العام 2004 واليوم اوقدوها في ايران وعاشت الحرية واخوة الشعوب والخزي والعار للظلم والظالمين والملالي الايرانيين). استطاعت سلطة الملالي ان تبعد شبح حضور القضية الكردية في ايران عن المجال العام الشرق اوسطي بتواطؤ من أحزاب كردية ذكرناها، وتواطؤ اميركي غربي بسبب الاتفاق النووي مع أوباما. ليتحول ملالي ايران الذين يغتصبون كل حقوق الأقليات والأكثرية من الشعب الإيراني الى داعمين للمطالب الكردية في تركيا فقط عبر قيادة قنديل وهو دعم محدود بحدود التنافس الإقليمي الإيراني التركي. لا علاقة له بحقوق الكورد. للأسف قيادة قنديل تحولت الى جزء من الستراتيجية الإيرانية في قمع السوريين عربا وكردا الذين يقفون ضد الأسد. كما ان تحريض الملالي واضح ضد قيادة إقليم كردستان العراق، هنالك بعض الآراء التي تميل إلى أن هنالك قيادات شيعية وعلوية في قيادة قنديل سببا لهذا التحالف، لكنني استبعد هذا الموضوع. الاكراد في ايران لايحوزون عشر الحقوق التي ضمنتها حكومة العدالة والتنمية لاكراد تركيا. مع ذلك سنفتح ملف القضية الكردية في تركيا لان للشعب الكردي قضية لم تحل بعد في المنطقة…. يتبع
تعليقات