تنمية الحبر علي ورق! .. فايز العنزي منتقدا تردي مستوى المنشآت الحيوية

زاوية الكتاب

كتب 538 مشاهدات 0


النهار

خطوط كويتية- تنمية بلا منشآت

فايز عبد الله العنزي

 

لا ندري إلى متى سيستمر مسلسل حاجة الكويت للمنشآت الحيوية في جميع المجالات، والذي استمر عقوداً من الزمن، ويبدو أنه سيستمر عقوداً أخرى، فلا القطاع الصحي يزخر بالمنشآت من المستشفيات الجديدة أو المتجددة وعلى العكس من ذلك نجد مستشفيات القطاع الخاص في تزايد مستمر مما يجعل المواطن يلجأ إليها في ظل ضعف الرعاية الصحية لدى المستشفيات الحكومية إضافة إلى طول انتظار المواعيد وقلة هذه المستشفيات قياساً على حجم البلد.

وها نحن ننتظر أن يتحقق الحلم بالانتهاء من إنشاء مستشفى جابر ويا للحسرة أن يكون حلمنا ككويتيين أن نتسلم مستشفى جابر فقط في حين أن المفترض أن تكون هناك نهضة صحية مستمرة بمستشفيات أخرى.

أما القطاع التعليمي العالي فليس معافى أيضاً كزميله الصحي، فنقص المنشآت من الجامعات بل وتشتت الكليات فيما بين مناطق الكويت الداخلية المزدحمة دليل على ما نعانيه كمجتمع من الحاجة لوجود منشآت جامعية حكومية منتشرة في محافظات البلاد لتسهيل عملية تحصيل العلوم وما يرافقها من سهولة التنقل والخدمات ومواقف السيارات المفقودة اليوم والتي تمثل عناءً كبيراً لأبنائنا الطلبة ومما يثير الحسرة في القلوب أن جامعات القطاع الخاص انتشرت في البلاد كانتشار النار في الهشيم وهو شيء مستحب ولكن أن تنتشر هذه الجامعات الخاصة في ظل غياب الجامعات الحكومية فهذا يعني وبلا شك توجيه المواطن بشكل أو بآخر إلى إلحاق أبنائه في هذه الجامعات نظراً لعدم توافر المقاعد في جامعة الكويت إضافة إلى ما تلقاه هذه الجامعات الخاصة من دعم حكومي سريع ومباشر من حيث توفير المنح الدراسية الحكومية للطلبة في هذه الجامعات، وهو دعم محمود لو أنه ترك الخيار للطالب بين هذه الجامعات وجامعة الكويت ولكن الملاحظ أن سياسة القبول في جامعة الكويت أكثر تشدداً من هذه الجامعات وذلك نظراً لقلة المقاعد الدراسية المتوافرة فيها وهو شيء لا ذنب لها فيه.

وإذا عرجنا إلى بعض القطاعات الأخرى التي تفتقر أيضاً للمنشآت فلن تجد أي صعوبة في حصرها، فها هو القطاع الرياضي يئن من ندرة منشآته، فلا القديم منها صالح للاستخدام العصري ولا الجديد منها سلم من الأخطاء والعيوب حتى فسد حلمنا بالفرح باستاد عالمي بعد ما علمناه من مشاكل فنية وغيرها حول استاد جابر، ويا لهم القطاع الرياضي فلا هو من منشآته ولا هو من إدارته وضحيته الكبرى شبابنا الرياضي المعزول حالياً.

أما مطار الكويت الدولي فحالته ومسلسله طويل يستحق وقفة خاصة قادمة بإذن الله.

لا أعرف ماذا يقصدون بالتنمية؟ هل هي تنمية الفرد المفقودة أم التنمية العمرانية الخدماتية المريضة أم تنمية الحبر على ورق؟

النهار

تعليقات

اكتب تعليقك