شملان العيسى يعرف شخصيا نوابا يشربون الخمر ويمارسون البغاء ليلا، ثم يطالبون بالشريعة نهارا
زاوية الكتابكتب يوليو 23, 2007, 11:11 ص 670 مشاهدات 0
فضائح النواب
كتب:د. شملان يوسف العيسى
تركز وسائل الاعلام الامريكية من صحافة واذاعة وتلفزيون على فضائح بعض اعضاء مجلس
الشيوخ والنواب »الكونغرس« الجنسية وتأتي هذه الحملة في اطار بهرجة اعلامية غير
معهودة يحاول كل طرف أو حزب فضح منافسه في الصراع الدائم بين الحزب الجمهوري الحاكم
والحزب الديموقراطي المعارض.
الاشكالية لا تتعلق بممارسة النواب الجنس مع بنات الهوى في واشنطن ولا بالخيانة
الزوجية.. فهذه الامور موجودة في كل برلمانات العالم.. ما دام ممثلو الشعب لديهم
الاموال والنفوذ السياسي، لكن الاشكالية الرئيسية مرتبطة اساسا بخداع الناس، وثانيا
من الذي سرب المعلومات للصحافة هل هي الحكومة ام جهات حزبية متنفذة؟.
الصحافة تركز على نقطة ان النواب يخدعون شعبهم بالادعاء بانهم نواب صالحونـ مخلصون
يلتزمون بالدين والاخلاق والقيم ولا يخالفون القانون ولا يمارسون الرذيلة.
واقع الحال يختلف عن ذلك ووسائل الاعلام الامريكية تقربأن فضح النواب لن يؤدي الى
شيء مادام الشعب مقتنعا بهم ويصوت لهم ليعودوا للكونغرس مرات عدة.
ما يحصل في الولايات المتحدة من فضائح موجود في كل برلمانات، المعمورة خصوصا في
الدول الديموقراطية الحقيقية لكن الفرق بيننا نحن في دول العالم الثالث
وديموقراطيتنا المشوهة هو انهم يطرحون قضاياهم أمام الرأي العام بصراحة ووضوح
ويتركون مصيرهم للشعب.. بينما يحاول نواب العالم الثالث ومنهم اعضاء مجلس امتنا
خداع الناس وغشهم والكذب باستمرار عليهم بالظهور بمظهر الناس الطيبين الورعين
الاتقياء الذين يخافون الله ولا يرتكبون الرذيلة او الخيانة الزوجية ويدعي نوابنا
بأنهم ملتزمون دينيا ولا يتوسطون ولا يخالفون القانون ولا يمارسون الفساد المالي أو
الاداري.
هل هذا هو واقع نوابنا؟ بالتأكيد لا فالنواب بشر مثل غيرهم من الناس فمنهم من يمارس
الرذيلة بكل انواعها ومنهم من يدعي بأنه يحافظ على المال العام.. بينما يعمل على
شفطه بطرق ملتوية.. اعرف بعض النواب شخصيا يشربون الخمر ويمارسون البغاء ليلا لكنهم
في الصباح وتحت قبة البرلمان يطالبون بتطبيق الشريعة في المجتمع الكويتي.
نوابنا ليسوا ملائكة وهم مثل غيرهم من ممثلي الشعب في دول العالم سياسيون محترفون..
البعض منهم دخل البرلمان فقيراً واصبح اليوم مليونيراـ والبعض دخل الانتخابات
الفرعية ويدعي بانه يريد الحفاظ على القانون، والبعض الآخر يحصل على امتيازات كبيرة
من الحكومة نظير تصويته معها ولكن يدعي الحياد والنزاهة.
من المفارقات الغريبة بان النواب الذين ينتقدون الحكومة ليل نهار حول سوء ادارة
الخدمات والمحسوبية والواسطة نجدهم اول الناس الذين يتوسطون للعلاج في الخارج، وفي
حالة رفض الوزير تلبية طلباتهم يتم استجواب الوزير، الحكومة تعرف كل اسرار النواب
سواء ما يخص فضائحهم الجنسية أو عمولاتهم أو أعمالهم مع الحكومة او ما يتعلق
بوساطاتهم ومحسوبياتهم.. لكن الحكومة لا تستغل هذه المعلومات القيمة لتحقيق مصالحها
السياسية وهذه نقطة إيجابية تسجل للاسرة الحاكمة والحكومة لانهم يريدون حفظ كرامات
واسرار الناس.
الوطن
تعليقات