الدعيج ينتقد رئيس الوزراء في عدم القدرة على حسم القرارات بسبب المطايا واللحى

زاوية الكتاب

كتب 786 مشاهدات 0


هل هو صحيح الادعاء بأن سبب الجمود الحالي الذي يمر به البلد يعود الى تردد رئيس مجلس الوزراء وانعدام المبادرة لديه؟ اعتقد ان الامر ليس بهذه البساطة وليس بهذه المحدودية. فأي مراقب محايد سيجد ان البلد عاش ولا يزال يعيش اجواء التردد وفقدان الارادة منذ التحرير وحتى الآن، وان الشيخ ناصر المحمد يقتفي الخطوات التي اتخذت قبله ويتبع بشكل عام مجمل السياسات التي رسمت منذ ان تفردت السلطة بالحكم. ازمة البلد الاساسية ان السلطة انحازت خلال السنوات التي اعقبت الحل غير الدستوري لمجلس الامة الى اطراف معارضة اساسا لنظام البلد. ولديها تناقض وتعارض واضح مع متطلبات التغيير والانماء الانسانية والحضارية. لقد اختارت السلطة ان تستقوي بالمجاميع الدينية والتزمت بالتدين الى جانب العلاقات والثقافات العشائرية في مواجهة القوى الوطنية والديموقراطية. وتولت ولا تزال رعاية انشطة هذه المجاميع وتوفير مجالات العمل والانتشار لها وغض النظر عن تعدياتها وعملها الدؤوب لتقويض النظام او محاصرة مؤسساته الخاصة، في الوقت الذي عملت فيه، بالطبع على التقييد على الحريات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية التي تطلبها هذا الانحياز غير الصحي لمجاميع الردة الحضارية. ان الانعتاق من التحالف القديم او التخلص من شركاء وقيود اليوم ليس سهلا. فالدخول معها في علاقات سياسية والخضوع او الانحياز لخطها الاجتماعي وضرورات مواقفها ومواقعها الاقتصادية خلق ويخلق بؤرا وركائز بل وحتى قوى وفعاليات سياسية واجتماعية جديدة من الصعب التعامل معها او قطع العلاقة معها بسهولة. قيل ان 'دخول الحمام ليس مثل الخروج منه'. اعتقد، السلطة حاليا ضائعة في دهاليز التحالف مع قوى الردة وتتهيب من فتح او اغلاق الكثير من الابواب. المشكلة ليست في الشيخ ناصر المحمد، مع اننا نجزم ايضا بانه يملك القسم الاكبر من الحل، ولكن المشكلة في ان قطع العلاقة بين السلطة ومجاميع التخلف لم يحسم بعد كما نرى داخل العائلة، فما زال هناك من يحتضنهم ولا يزال هناك من يعمل بجد على وراثة تركة سمو الامير السابق بهذا الخصوص. وما زالوا هم يلمعون ويرززون من يفتح لهم الابواب ومن يساير او يجامل الردة الدينية المستمرة مثل الشيخ احمد الفهد. من المفروض ان يحسم الشيخ ناصر امره وان يميل الى تحرير السلطة المختطفة والقرار المرهون لدى قوى التخلف، ولكن من يحجم ويحيد المخربين والمعوقين، الذين كما بدا من احداث الاسابيع الماضية يملكون الاعلام ويملكون البرلمان ويملكون الكثير من المطايا واللحى.
القبس

تعليقات

اكتب تعليقك