محمد العوضي ينتقد الشعبي ويدافع عن دعيج

زاوية الكتاب

كتب 1010 مشاهدات 0


خواطر قلم / أطفال... حكومة... أصوات من المشاهد التي يصادفها الإنسان في حياته، ذلك الموقف المحرج الذي يحصل بين بعض الأبناء، لاسيما الأطفال مع والديهم، طفل يمشي بصحبة أمه في جمعية تعاونية، أو سوق عامة، أو محل لبيع البوظة أو الحلويات أو في مدينة ترفيهية، والأطفال كثيراً ما يرهقون آباءهم بطلبات أحياناً لا تكون مناسبة لا في توقيتها ولا في كلفتها المادية ولا في صلاحها للعمر الزمني للطفل، وربما كان ضررها أكبر من نفعها، وهنا قد ترفض الأم الاستجابة لطلبات طفلها، والأطفال أذكياء يعرفون كيف يسحبون من والديهم الرغبات، وأحد أساليبهم في الضغط على الوالدين، خصوصاً إذا كان الطفل بصحبة أحدهما في الأماكن العامة فإنه يرفع صوته بالطلب ثم يزيد النبرة وأحياناً يرمي نفسه على الأرض ويتلوى على البلاط ويقوم بالإزعاج، في هذه اللحظات يحس الوالدان - لاسيما الأم - انها في وضع حرج فتستجيب للطلب اللامنطقي وربما التافه وأحياناً غير النافع لولدها!! وقبل تطبيق هذا المثل الواقعي على أطفال البرلمان الكويتي... نحب كما درسنا في كلية التربية تفسير ما صنعه الطفل مع أمه عندما انتزع منها ما لا يستحقه وما لم تقتنع به الأم، تماماً كاستجابة الحكومة لصراخ نواب البرلمان. أولاً الطفل لم يقم بهذا الصياح والازعاج ولفت أنظار كل من في السوق ووضع أمه في حالة توتر وحرج مع الناس والموظفين، لم يفعل الطفل ذلك بأمه، إلا لأنه علم ان الوالدة ليست صاحبة قرار، وهذا يرجع الى التراخي والتدليل الزائد في المنزل وفقدان السيطرة والضبط للطفل في البيئة الخاصة، لهذا هو يعرف سلفاً ضعف الأم ومن ثم يراهن على استجابتها. وثانياً، فإن ما يفسد الاطفال هو الازدواجية في القرارات كأن تعاقب الأم فيأتي الأب ويقول لولده ما عليك من أمك خذ... وهاك... فتكسر الموازين عند الطفل. هذا الذي شرحت هو الحاصل في البرلمان الكويتي والذي أوحى لي بالفكرة ما قرأته في جريدة «الراي» أمس الجمعة في المقابلة المتفجرة للنائب دعيج الشمري حيث كان أحد المانشيتات يقول: «رئيس الحكومة خضع في تشكيل الحكومة للضغط والصوت العالي... قلت ذلك لسموه، وهو يعرف من أقصد»، وفي تفاصيل الحوار قال الدعيج والمراقب في الشارع الكويتي يعرف ذلك!! وكلام دعيج صحيح 100 في المئة، إذ ان البعض امتهن تكتيك الصوت العالي وأحياناً المدوي وهؤلاء هم الذين تخضع الحكومة لمطالبهم، أما الصوت العقلاني والذي يتنازل عن بعض مطالبه في سبيل الصالح العام فهؤلاء صُمّت الآذان عنهم، وبهذا فإن الحكومة بموقفها المنهزم أمام الصوت الحاد والمزعج تشجع الجميع ان يركب صهوة جواد الصراخ إلى ان تبح الحناجر وان أدى ذلك الى منافسة ازعاج الأصوات النافرة حيث ستكون النتيجة صراخاً يقابله صراخ ويتوسط بينهما للحل صراخ ايضاً، أي الحكومة ستحول الجميع بمن فيهم العقلاء الى ذلك الطفل المشاغب الذي يعرف كيف ينتزع من أمه «الحكومة» ما يريد!! وبما ان تحقيق جميع الإرادات والمطالب لن يكون بسهولة وللجميع، فهنيئاً للبلد عندما يتحول برلمانه الى قاعة كبرى لاحتفالات الزار من الدرجة السفلى لا ينقصها إلا موسيقى الهافي ميتال والهارد روك التي يفضلها عبدة الشيطان لإيقاعاتها الصاخبة والسريعة لتخلط أصخب الأصوات بأنكر الموسيقات لعل هذا الازعاج يعيد الحكومة الى رشدها بخطورة تركيبة الحبال الصوتية لتلك الحناجر المدمرة!!
الآن

تعليقات

اكتب تعليقك