أحمد عبد الملك يكتب - هنود ناجحون في الخليج
زاوية الكتابكتب يونيو 2, 2016, 2:48 م 606 مشاهدات 0
خصصت مجلة «فوربز» عددها لشهر مايو 2016 للحديث عن قادة الأعمال الهنود في العالم العربي. كان الموضوع شائقاً وغنياً بالمعلومات؛ فمن عامل يصلّح السفن في مدينة «كوتشي» بالهند، كان «ديليب راهوان» يرنو نحو الأفق، أملاً في أن يكون مهندساً ذات يوم. تقاذفته الأيام؛ من الهند إلى تنزانيا، فبوتسوانا، ثم الكويت، وأخيراً استقر في دبي مؤسساً شركة إلكترونية تساهم الآن في الانتقال نحو العالم الرقمي، وقد حققت خلال العام الماضي أرباحاً بـ330 مليون دولار.
نموذج آخر هو «رضوان ساجان»، صاحب أكبر شركة لمواد البناء في العالم العربي، والذي حققت شركته مبيعات بلغت 1٫4 مليار دولار.
وتتحدث المجلة عن رجال الأعمال الهنود الذين بدأوا بدايات متواضعة، لكن إصرارهم ووجودهم في منطقة الخليج العربي حقق لهم النجاح والشهرة في عالم الأعمال.
شاب في الـ17 يأتي من الهند إلى أبوظبي، ليعمل في شركة عمه لتجارة الأطعمة المجمدة. لكنه أسس في عام 1975 شركته الخاصة، وهي اليوم من أكبر 10 شركات للتجزئة في العالم. وقد اشترت مجموعته مبنى «سكوتلانديارد» في بريطانيا عام 2015 بمبلغ 171 مليون دولار لتحويله إلى فندق ضخم.
نموذج آخر هو «ميكي جاغيتاني» الذي طوّر تجارته في ملابس الأطفال والأحذية، وأصبحت شركته تسوّق مليارات الدولارات في الشرق الأوسط وأفريقيا والهند.
مثال آخر هو «بي إن سي مينون»، الملقب «إمبراطور العقارات»، والذي هاجر من «كيرالا» إلى عُمان عام 1976، حيث أسس شركة للتصميم الداخلي، وطوَّر بعض المباني هناك، ويدير الآن مؤسسة تطوير عقاري في دبي بما قيمته 9 مليارات دولار.
أسماء عديدة من رجال الأعمال الهنود الناجحين، الذين لم يولدوا، وفي أفواههم ملاعق من ذهب، لكنهم جاؤوا إلى منطقة الخليج، يدفعهم الأمل والإصرار على بناء حياة جديدة لهم ولأسرهم.
اخترت هذا الموضوع لأن شبابنا في منطقة الخليج يحتاجون إلى محفزات كي يغيروا واقع حياتهم! ولربما بعضهم وجد نفسه وسط عائلة ثرية وفرّت له كل مستلزمات الحياة، لكني هنا أخص الشباب من ذوي الدخل المتوسط، والذين يعيشون في أرض الفرص (منطقة الخليج العربي)، لكنهم لا يحسنون اقتناص الفرص. لأن الاعتماد على الوظيفة الحكومية يكون مؤقتاً، ولابد أن يخطط الشاب لحياة أكثر نجاحاً بعد تركه الوظيفة الرسمية، ويخلق مستقبلاً ناجحاً لأسرته.
إن حسن استخدام العقل من أساسيات نجاح المشاريع التجارية! صحيح أن هناك توجهاً لدى بعض الشباب لفتح مقاهٍ ومطاعم ومشاريع صغيرة، لكن استغلال الموجات الحديثة للتجارة الإلكترونية ومتعلقاتها، وتجارة الأغذية، ومشاريع الزراعة والصناعات التحويلية.. قد يجلب نجاحات باهرة.
إن نيل الشهادة الجامعية، وبعدها الوظيفة الرسمية، قد يكون مدخلاً لحياة جديدة، لكن ينبغي أن يتبع ذلك تخطيط عاقل من أي شاب كي يُغيّر واقعه، بالتفكير في مشاريع تجارية جديدة؛ فالمستهلكون يقبلون على كل جديد ومثير.
ويجب أن يتحلى الشاب بروح الإصرار والسعي لإنجاح مشروعه عبر استخدام العلاقات العامة الناجحة، دونما الانكفاء ووضع المشروع بأيدي الآخرين.
دول مجلس التعاون تشكل «الفردوس غير المفقود» لكثير من الناجحين حول العالم، وإليها تتجه الأنظار، ومعظمها ما زال بحاجة إلى مئات المشاريع والأنشطة والتخصصات. وأعتقد أن التعليم يساهم في خلق مناخات النجاح للشباب، عبر مناهج حديثة وخلاقة، لأن الكثير من الشباب يحتاجون «قدوة»، وكثير من الناجحين استلهموا قدوتهم من القراءة ومتابعة الأخبار والصور.
على الشباب أخذ العبرة ممن سبقوهم. ولدينا في المنطقة تجار خليجيون بدأوا من الصفر، وهم وعائلاتهم اليوم يتربعون على عرش التجارة والأعمال. وأعتقد أن حُسن الإدارة، وإدارة الوقت، والإصرار من الأسباب الموصلة إلى النجاح.
تعليقات