د. أحمد عبد الملك يكتب: أمن الكويت وأمن الخليج
زاوية الكتابكتب يوليو 14, 2016, 5:15 م 452 مشاهدات 0
أعلنت وزارة الداخلية بدولة الكويت يوم الأحد 3-7-2016 إحباط ثلاثة مخططات إرهابية لاستهداف أمن الكويت عبر توجيه ثلاث ضربات استباقية داخل الكويت وخارجها، بضبط عناصر إرهابية تنتمي لما يسّمى بتنظيم «داعش» الإرهابي. وهم خمسة كويتيين بينهم امرأة. ويُلاحظ أن أعمار الذين تم القبض عليهم لا تتجاوز الخامسة والعشرين باستثناء أم أحد الإرهابيين المولودة عام 1964.
وكانت الكويت قد اتخذت إجراءات حاسمة ضد كل من يثبت تورطه بعلاقة مع «حزب الله»، وتم تطبيق ذلك عملياً مُذ كشف وزارة الداخلية الكويتية العام الماضي خلية إرهابية يُشتبه في صلتها بـ«حزب الله» اللبناني. وتم اكتشاف 56 قذيفة «آر.بي.جي» وذخائر حية في إحدى المزارع في منطقة العبدلي يملكها كويتي. وتم وقف ثلاثة من المتورطين في الانضمام للتنظيمات الإرهابية، وضبط ثلاث حقائب تحتوى على أسلحة وذخائر ومواد متفجرة في منزل أحد المتهمين. إضافة إلى مواد شديدة الانفجار و65 سلاحاً منوعاً وقنابل يدوية قدر عددها بنحو 204 قنابل، إضافة إلى صواعق كهربائية.
وعلى اتصال بالموضوع ذاته، كانت الكويت قد اتهمت 25 كويتياً وإيرانياً واحداً -في سبتمبر 2015- بالتخابر لصالح إيران و«حزب الله»، وبالإعداد لهجمات في البلاد. كما أن تاريخ «حزب الله» في الكويت معروف وبيّن، حيث تم سجن أحد قياديي «حزب الله»، لعدة سنوات، بعدما أدين بالتخطيط لاغتيال أمير الكويت الراحل جابر الأحمد الصباح يوم 25-5-1985.
ماذا يهمنا نحن الخليجيين من كل ذلك؟
سؤال قد تتفاوت فيه الإجابة، حسب المكان وحسب الإمكانيات! كما أن بعض دول مجلس التعاون لا تستشعر الخطر الداهم، وتترك الأمور للظروف، حيث تعالجها في حينها، دونما الاستعانة بثقافة «الوقاية خير من العلاج»!
فقد دخل إلى منطقة الخليج الآلاف من الهاربين من ضنك العيش ومن آثار الدمار والحروب التي لحقت ببلدانهم. وكانت دول الخليج كريمة ومضيافة ومؤثرة الخير، دونما أي مساءلة، أو أي «ارتياب» في نيات وأهداف بعض هؤلاء الذين يرون في دول الخليج «النعيم الدائم» أو «الجسر» الآمن للعبور نحو الثراء وبناء القصور في المرابع الأوروبية!
كما أن بعض مواطني هذه الدول الخليجية استجلب الآلاف من هؤلاء الذين يختلفون عن أهل المنطقة في طرائق التفكير، وبساطة العيش، والكرم، والإيثار، وبعض هؤلاء فعلاً ينتمون إلى منظمات إرهابية، ومؤدلجون جيداً، وقد لا يتم كشفهم في عام أو عامين، وبعضهم ربما أنشأ شركات ومصالح عديدة مع مواطنين كرماء، ليس لهم في الإرهاب أو التفكير العقائدي ناقة ولا جمل!
كما أن مواطني الخليج لم يتعودوا على ثقافة الإرهاب أو التفجير، ولم يعرف آباؤهم القذائف أو الصواعق أو قتل الآخر، حتى لو اختلفوا معه! وإن فئة جديدة من الشباب الخليجي قد تأثَّرت بتلك الخطب الرنانة التي يُطلقها قادة المنظمات الإرهابية، وفارَ دم هؤلاء إلى درجة أنهم أنكروا جميل أوطانهم عليهم، وانضموا إلى تحالفات القتل والإرهاب، وأصبحوا لا يفرقون بين ذبح دجاجة وذبح إنسان!
والسؤال: ما المطلوب؟
لقد ارتفعت أصوات خليجية تنادي بالحد مما يُسببه الوافدون من ضغوطات على البنى التحتية في بلدان الخليج، حيث لا يجد المواطن موعداً مع الطبيب إلا بعد ستة أشهر، ولا تجد الحامِلُ الخليجية غرفة لوضع طفلها، في بعض الدول. بل إن نسبة حصول المواطن على سرير في المستشفيات أصبحت لا تصل إلى 5% من مجموع الأسرَّة، ناهيك بتكاليف العلاج، وبعض الوافدين يأتي للمنطقة وعمره تجاوز الخامسة والسبعين! أي أنه يأتي من المطار إلى المستشفى! تسأل هذه الأصوات: «لماذا يتم منح تأشيرة لشخص تجاوز الخامسة والسبعين أو الثمانين؟! وماذا سيقدم هذا الشخص من أعمال تفيد البلد؟».
كما تزايدت حوادث المرور بشكل مُطَّرد، وارتفعت أسعار المواد الضرورية بشكل واضح، مع ارتفاع أسعار العقار! بل زادت عمليات التزوير والسرقة والقتل والتهريب، وكل تلك الأعمال والانحرافات بعيدة عن سلوكيات أهل المنطقة! إلا أن الوضع الحالي يتطلب تدقيقاً أكثر في منح التأشيرات، خصوصاً في تأشيرات الزيارة، التي تتحول إلى إقامة دائمة في بعض الدول! كما يتطلب الأمر يقظة أكثر لرجال الأمن، على رغم ما يتم حالياً ودونما تنقيص من دور رجال الأمن، وتشكيل أجهزة خاصة تتابع انتماءات الوافدين إلى المنطقة، وتتجنب منح تأشيرات لبعض الجنسيات أو الطوائف التي لها علاقة مع المنظمات الإرهابية، ويتم الإعلان الواضح عن ذلك.
إن أمن الوطن والمواطن خط أحمر في أي دولة، وعليه، فإن دول الخليج التي أصبحت اليوم مُستَهدفة في أمنها وأمانها ومستقبلها، الذي يريد «الأشقياء» سرقته بأي وسيلة، يجب أن تستيقظ، وأن تراجع الملفات، حتى ملفات القريبين من العين، فالخطر يأتي من الأقربين أكثر من «الأبعَدين»! ولا بد من ضبط موضوع تبادل المعلومات، خصوصاً في ظل ارتباك التركيبة السكانية، وما يتطلبه ذلك من جهود لحفظ الأمن وتوفير مستلزمات البنى التحية في هذه الدول.
وتنطبق ذات المشاعر والأفكار الواردة أعلاه، على ما حصل في المملكة العربية السعودية من تفجيرات إرهابية مُدانة وقميئة لا تتناسب والعصر.
تعليقات