لماذا نكره بعضنا بعض؟.. يتسائل تركي العازمي
زاوية الكتابكتب يوليو 14, 2016, 11:51 م 1013 مشاهدات 0
الراي
وجع الحروف- داء القلوب: الكبر والحسد!
د. تركي العازمي
دعيت إلى عشاء قبل إسبوع، وكان الحضور شبابياً... وأعجبني ما دار من حوار حول الحسد والكبر عبر صور تشكل أسباب الانتكاسة التي نعاني منها في سلوكياتنا الاجتماعية.
يذكر أحدهم موقفاً تعرض له - وهو على حد تعبيره وما عرض من مؤهلات - يعتبر من الكفاءات المهمشة التي جرفتها «الواسطة» بعيداً عن المكان الذي يليق بها، حيث ذكر انه طلب من نائب التوسط له لعل وعسى أن يسترد حقه ولم يحصل على مراده: لماذا؟ لأن النائب «يخشى أن يناشبه في الانتخابات». وقس على هذا الموقف، الكثير.
وثانٍ رفض طلبه، خشية التأثير عليه في الانتخابات المقبلة... وثالث لم يجد تفسيراً سوى الحسد!
الشاهد من تلك المواقف والأحاديث الجانبية٬ إننا ابتلينا بداء القلوب من كبر وحسد.
إن الحسد المكروه، هو تمني زوال النعمة عن المحسود٬ والحسد هو البغض والكراهة لما يراه الحاسد في حسن حال المحسود (وهي من صفات اليهود)، وهي تختلف عن الغبطة (الغبطة تعني تمني مثلها من غير حب زوالها عن المغبوط).
وما نراه من تدن وسوء في الإنتاجية إنما هو محصلة لآثار داء الحسد والكبر. وهما نتاج ضعف ديني وأخلاقي في قلوب أصحابها... وقد نهى الرسول صلى الله عليه وسلم بقوله «لا تحاسدوا ولا تباغضوا...».
أما الكبر فهو شعور خادع بالاستعلاء٬ مصحوب باحتقار الناس والترفع عنهم. والكبر له مؤشرات واضحة في طبيعة تعاملات أحبتنا في ما بينهم، وقد ذكر الله تعالى في الآية «إنه لا يحب المستكبرين». وحذر من خطورته الرسول صلوات الله عليه وسلم بالحديث «لا يدخل الجنة من كان في قلبه حبة خردل من كبر».
لهذا السبب أستغرب ونحن في جو نشاهد بعض المرشحين للانتخابات المقبلة، هداهم الله، قد سقطوا في فخ الحسد والكبر عند شعورهم بالضعف من حيث المؤهلات والقدرات التي يفترض توافرها في المرشح الأنسب.
في تلك الليلة، شعرت اننا في معزل عن السلوك القويم وأصبحت الحال يرثى لها حتى الحسابات مبنية على أسس باطلة... أسس فيها تظهرأحيانا علامات «القيمة» وتذهب «الشيمة» أو كما يعرف عنها بـ«التوجيب الأخلاقي»!
لماذا نكره بعضنا بعض؟ لماذا نحسد أحبتنا ممن وهبهم الله الإمكانيات الطيبة... وأين نحن من التواضع وصناعة الطيب التي تمنحنا القدرة على تحسين ثقافة المجتمع؟
لا بارك الله في كرسي يعتقد البعض انه له إلى الأبد ويضطر إلى الغيبة والنميمة والحسد والكبر حتى في تعابير وجهه تجدها ظاهرة...!
وقول «قل لمن لا يخلص: لا تتعب»! كما روى أحد السلف، لم تأت من فراغ إنما هي كلمات معنية بالأخلاص بالعمل الذي يجني أصحابه حسن الثمار من عمل صالح وإنتاجية أفضل تؤدي إلى بناء وطن.
إن كنا نريد أن نطور من الحالة الاجتماعية والمؤسساتية والسياسية أيضا٬ فعلينا أن نتجنب كل ما من شأنه إسقاطنا في داء القلوب من كبر وحسد وأن نصدق القول ونخلص في العمل. ومن غير الإخلاص فأنا على يقين تام بأننا لن نتقدم... والله المستعان.
تعليقات