ورطة جديدة!.. ناصر المطيري واصفا المفاوضات اليمنية
زاوية الكتابكتب يوليو 20, 2016, 12:08 ص 469 مشاهدات 0
النهار
ورطة الحرب في اليمن!
ناصر المطيري
جولة جديدة من المفاوضات اليمنية الطويلة في الكويت ولاتزال بوادر التسوية بعيدة بسبب تعقد الموقف والتعنت من جانب الانقلابيين الحوثيين وحليفهم علي عبدالله صالح، ويبدو أنه ليست الحرب وحدها ورطة في اليمن بل حتى المفاوضات مع اليمنيين ورطة جديدة!
كنت قد كتبت مقالا العام الفائت بعد مرور شهر على شن قوات التحالف بقيادة السعودية حربها على جماعة الحوثي وصالح، قلت: إن إطالة أمد الحرب أكثر من ذلك ليست في صالح قوات التحالف ويمكن أن يحسب لصالح العدو وذلك بالنظر لموازين القوى بين الجانبين.
وبالعودة لتقليب ملفات التاريخ نرى أن الرئيس المصري جمال عبدالناصر اقتنع في آخر الأمر أن التورط في حرب اليمن كان خطأ من أكبر الأخطاء التي ارتكبها في حياته وصرح بذلك في مؤتمر القمة الذي انعقد في القاهرة سنة 1970م.
وبالرجوع إلى ما قبل تدخل الجيش المصري في اليمن، يروي الوزير السفير السعودي السابق المرحوم غازي عبدالرحمن القصيبي في كتابه «حياة في الإدارة» يقول: «كان أبي -رحمه الله- في أوروبا خلال الحرب السعودية - اليمنية سنة 1934، وما ان سمع بها حتى أسرع بالعودة ليسهم في المجهود الحربي، اكتشف فور عودته أن الملك عبدالعزيز أمر بوقف قواته المتقدمة في اليمن ثم أمر بسحبها، استغرب أبي هذا الموقف وأبدى استغرابه أمام الملك عدة مرات، في النهاية استدعاه الملك وقال له وهما على انفراد: يا عبدالرحمن أنت لا تعرف شيئا عن اليمن، هذه بلاد جبلية قبلية لا يستطيع أحد السيطرة عليها، كل من حاول عبر التاريخ فشل، وكانت الدولة العثمانية آخر الغزاة الفاشلين، لا أريد أن أتورط في اليمن وأورط معي شعبي..». انتهى كلام القصيبي.
بناء على هذه الحقائق التاريخية والسياسية هل يمكن القول إن حرب اليمن الحالية ورطة جديدة؟ برأينا هي ورطة لا مفر منها، فمتغيرات الواقع السياسي في اليمن هي من فرضت اقتحام المستنقع اليمني الجبلي والقبلي وذلك بسبب التمرد الحوثي والتمدد الإيراني الداعم له والخطر المحدق الذي استشعرته المملكة العربية السعودية على حدودها وأمنها بتهديدات صريحة وعلنية، فلم يكن بد من الخوض في ورطة اليمن، ولكن هل من سبيل إلى خروج من هذه الورطة، الجواب ربما يخرج بعد حين من مفاوضات الكويت الطويلة والشاقة.
تعليقات