دول الخليج خسرت الرهان أو تكاد تخسره في سورية وتخلت عن العراق.. بوجهة نظر حسن جوهر

زاوية الكتاب

كتب 638 مشاهدات 0

د. حسن جوهر

الراي

ربيع الكلمات- «داعش»... وحمارة القايلة

عبد العزيز الكندري

 

ما زال البعض يردد أن وراء كل ما يحدث، هناك مؤامرة. وخلف كل كارثة تحدث، هناك من دبر لهذا المؤامرة. ونظرية المؤامرة هي سلاح العاجز، وهي كمن يرفض أن يستخدم عقله ويعجز عن أي شيء، كما كان يصنع الأهل عندما يعجزون عن اقناع الأطفال بالنوم أو بأي شيء، فكان التهديد بـ «حمارة القايلة»... والمقصود أن هناك حماراً يأتي وقت الظهر ليأخذ الأطفال المزعجين، خصوصاً الأطفال الذين لا ينامون وقت الظهيرة. ولعل الكبار ما زالوا يتذكرون هذا القصص والأساطير الخرافية.

وهذا الأمر أصبح ينطبق على «داعش»، فأغلب التحليلات تتحدث عن أن هناك مؤامرة تحاك ضد العالم العربي، فكان التنظيم نتيجة هذه المؤامرة، من دون التطرق والنظر إلى الأسباب الحقيقية التي أدت إلى ظهور مثل هذه التيارات المتشددة، ودراسة البيئة والبلدان التي خرجت منها، بطريقة موضوعية.

تحدث المرشح الجمهوري للرئاسة الأميركية دونالد ترامب قبل أيام عن أن المرشحة الديموقراطية هيلاري كلينتون تقف خلف «داعش». والناخب الأميركي يعلم أن هذه الاتهامات هي للاستخدام الانتخابي، وبعد النتائج سينتهي كل شيء تقريباً. ومثال على ذلك، أن المرشحة (سابقاً) هيلاري كانت تتهم المرشح الرئاسي باراك أوباما، بأن لديه أصول اسلامية متطرفة، وبعد نجاحه ودخوله إلى البيت الابيض، اختار الرئيس أوباما، منافسته الانتخابية وزيرة للخارجية في ولايته الاولى.

‎ولكن العجيب والغريب من بعض مثقفينا ومفكرينا، أنهم يرددون مقولة ترامب، بأن التنظيم «صناعة أميركية»!

‎نعم، وصل «توحش داعش» مراحل لم يكن أحد يتخيلها أو يتصورها، وشاهدنا عبر وسائل الإعلام، كيف يعمل وماذا يصنع بخصومه، ودرجة السادية والبشاعة في القتل والإجرام التي يستخدمها والتي لم تكن تظهر حتى في الأفلام...

‎ويبقى السؤال من صنع «داعش»، ومن يقف خلفه، ومن المستفيد من أعماله؟ وماذا عن الجيل الرابع من التيارات المتطرفة، وكيف سيكون شكلها؟

للإجابة على هذا السؤال المهم، يجب أن نرى الصورة الكلية، ونرجع إلى الوراء قليلاً، ونفهم ما حدث خلال السنوات الماضية، وكيف نشأ هذا الفكر المتوحش والشرس، وكيف تربى على فشل بعض الدول في إيجاد حكومة مدنية تستوعب كل شرائح المجتمع، واستغلاله لحاجات الشباب وجهلهم وسوء التعليم والفقر والحروب الطائفية والقتل على الهوية.

يجب فتح الآفاق أمام الشباب العربي، حتى لا يشعر بالإقصاء والتهميش. نعم فتح آمال الحياة والبحث عن الأمل الذي في أذهانهم، من خلال نشر ثقافة التسامح بين كل المكونات المختلفة، حتى نتغلب على التعصب والعنف، ولئلا نسمع المزيد من القصص المؤلمة ونحن نشاهد الشباب في «قوارب الموت»، وهي تبحر إلى «جنة الغرب» التي يتمنونها، عبر قوارب متهالكة بحثاً عن حياة أفضل وعن مستقبل لهم ولأبنائهم...

الجريدة

تعليقات

اكتب تعليقك