لماذا تحولت اللحية على الرجل من مظهر للتخلف والتشدد إلى رمز للجمال والموضة؟!.. يتسائل وائل الحساوي
زاوية الكتابكتب أغسطس 23, 2016, 12:22 ص 744 مشاهدات 0
الراي
نسمات- الحي يقلب... والموضة تغلب!
د. وائل الحساوي
في بداية السبعينات وأثناء دراستي في الخارج كانت لي لحية خفيفة تطبيقاً لسنة الرسول (صلى الله عليه وسلم)، وعندما رجعت إلى الكويت لاحظت استغراب الناس من ذلك، ففي الوقت الذي سخر مني البعض وشبهني بكاسترو حاكم كوبا، نصحني بعض المحبين بعدم سلوك طريق التشدد والتعقيد في الدين، وكنت أقول لمن يسألني عن سبب تربية لحيتي بأنني لم أرب لحيتي ولكنها نبتت بإرادتها، لكن الشعب الكويتي عامة يحترم الشعائر الدينية والتدين!
بدأ الشباب الكويتي بتربية «السكسوكة» كنوع من التجمل واستمر بذلك لسنوات طويلة إلى أن فوجئنا بتربية اللحية الكاملة التي تنافس شيوخ الدين، واذا سألت أحدهم عنها قال لك بأنها الموضة، وإنه متمسك بها، وإنها أجمل عليه من أن يحلقها!
والسؤال الذي يستحق الجواب هو: لماذا تحولت اللحية على الرجل من مظهر للتخلف والتشدد إلى مظهر للجمال والموضة خلال سنوات قليلة؟، ولماذا نرضى بأن يتحكم بنا حفنة من البشر ليفرضوا علينا أذواقهم وطريقة حياتهم بينما ننتقد من يقول لنا بأن ذلك من صميم ديننا وعاداتنا؟!
ومن يدري فقد يخرج علينا أصحاب الموضة بلباس للمرأة يشبه العباءة فنرى تهافت نسائنا على لبس العبي تقليداً للموضة، بل قد تصبح الموضة بلبس الثوب القصير، وهو ما يذكرني بأحد الكُتاب الكويتيين الذي ما فتئ يستهزئ بالمتدينين إلى أن ألّف كتاباً لاقى رواجاً عند من يسلكون مسلكه!
****
بوركيني... No
قام مجموعة من السياح الأوروبيين على شواطئ جزيرة كورسيكا بتصوير بعض النساء المسلمات اللاتي يرتدين لباس «بوركيني»، والذي يراعي تغطية الجسم أثناء السباحة، ما أثار مشاجرة بين سكان المنتجع الفرنسي، فما كان من السلطات إلا أن منعت لبس «البوركيني» بحجة أنه يصادم القوانين الفرنسية التي تقوم على مبادئ العلمانية!
وقد دافع عمدة المدينة (أنجي بيري ثلفوني) عن قراره بأن «البوركيني» يشجع على انتشار التطرف الإسلامي على الجزيرة، وأن هؤلاء المسلمات ليس لديهن شغل هنا فلماذا يحضرن إلى هذا المكان؟!
بذلك فإن كورسيكا تصبح ثالث مدينة تمنع لبس «البوركيني» في فرنسا، والحجة دائماً هي مخالفة العلمانية الفرنسية!
أما التعري على الشواطئ والدعارة فإنها لاتخالف العلمانية بل هي مرحب بها وهي رمز للحضارة، وليت شعري ما دخل العلمانية بلباس المرأة وهي التي تدعو إلى فصل الدين عن الدولة وإعطاء الحق للإنسان ليفعل ما يفعل ما دام في حدود سلطة الدولة؟!
بالطبع فإن فرنسا قد حرمت نقاب المرأة سابقاً وحرمت لبس الحجاب في كثير من الأماكن، أما سويسرا فقد حرّمت لبس النقاب وتتجه لمنع الحجاب، وكذلك فعلت دول أوروبية عدة مثل ذلك!
صدق الشاعر أحمد شوقي عندما قال:
أحرام على بلابله الدوح
حلال للطير من كل جنس
كل دار أحق بالأهل إلا
في خبيث من المذاهب رجس!
تعليقات