التعصب لا يقتصر على المتدينين فقط.. سلطان الخلف متحدثا عن منع البوركيني في فرنسا

زاوية الكتاب

كتب 674 مشاهدات 0

سلطان الخلف

الأنباء

فكرة - فرنسا والبوركيني

سلطان الخلف

 

يفتخر الفرنسيون بأنهم أرسوا مبادئ الحرية في أوروبا بعد ثورتهم ضد الملكية وصارت العلمانية التي هي نتاج ثورتهم من أبرز معايير الدولة الفرنسية الحديثة التي يتميزون بها عن باقي الدول الأوروبية حتى أن البوركيني وهو الزي الذي يغطي جسد المرأة كاد أن يمنع على الشواطئ الفرنسية لولا تدخل الهيئة القضائية العليا ووضعها حدا للتهور العلماني الذي شغل الفرنسيين هذه الأيام وصار موضوعا للمزايدات السياسية العقيمة.

فموضوع البوركيني يتعلق بالحرية الشخصية ولا علاقة له بعلمانية فرنسا ومن حق أي امرأة في فرنسا ملحدة أو متدينة أو غير متدينة أن تلبس البوركيني إلا إذا كان الفرنسيون العلمانيون يعتقدون أن العلمانية هي قانون طبيعي كقانون الجاذبية لا يمكن مخالفته بزي البوركيني! وهذا الاندفاع في منع البوركيني بل وإجبار النساء على نزعه في البداية كان دليلا على التعصب العلماني الأعمى الذي توغلت فيه فرنسا والذي لا يختلف عن تعصب الكنيسة الأعمى ضد العلماء في العصور الوسطى، وقد انتقدتها الدول الأوروبية وصار موضع فكاهة واستغراب حيث ان باقي الدول الأوروبية لم تفكر بهذه الخطوة التي أقدمت عليها بلدية فرنسا في منع البوركيني.

من إيجابيات قضية البوركيني في فرنسا أن الطلب على شرائه قد ازداد بشكل كبير كما تقول مصممته «إهدا زنيتي» مما يعود عليها بالفائدة الكبرى في رواج تجارته وشهرته كزي نسائي بحري إلى جانب البكيني. ولا بد أن يكون قرار المحكمة الفرنسية في إيقاف منع البوركيني قد أصاب ماري لوبان زعيمة حزب الجبهة الوطنية العنصري بالخيبة لأنها كانت من المدافعين عن قرار المنع وكانت تستغله في تأجيج مشاعر الفرنسيين ضد المسلمين والمهاجرين خلال حملاتها الانتخابية كما كان قرار إلغاء المنع محرجا للرئيس الفرنسي هولاند الذي وقفت حكومته مع قرار المنع باعتباره من القيم العلمانية للدولة الفرنسية.

مفهوم التعصب لا يقتصر على المتدينين فقط، ولعل التعصب العلماني في فرنسا دليل على ذلك، ومثله التعصب العلماني المتوحش في تركيا كنموذج شرق أوسطي سيئ عانت منه الدولة التركية على مدى عقود كان هدفه مسح الهوية الإسلامية للشعب التركي المسلم كما عانت منه دول عربية عديدة فباسم العلمانية كانت تتخذ قرارات تعسفية ضد حقوق الإنسان وضد الحريات وضد المعتقدات الدينية. ولعله بات واضحا الآن أن التعصب العلماني لا يقل خطورة عن مثيله التعصب الديني.

***

تغير كبير في الإعلام الإيراني، فبعد ادعائه بتقديم استشارات عسكرية لنظام البعث في سورية صار أكثر صراحة إذ يعترف الآن بمشاركة إيرانية عسكرية يقوم بها عناصر من فيلق القدس بعد مقتل حسين أحمدي أحد قادته في سورية ومقتل المئات من عناصر الحرس الثوري. ومع تزايد أعداد القتلى الإيرانيين في سورية اصبح الحديث عن الحرب المقدسة في سورية عنوانا للصحف الإيرانية للتغطية على فضيحة التورط العسكري الإيراني في سورية. الأدهى أن حصار المدن السورية وتجويع سكانها وقتل أطفالها بالبراميل المتفجرة يعتبر حربا مقدسة بالنسبة للنظام الإيراني مع أن عناصر الحرس الثوري وفيلق القدس في سورية لا تبتعد عن المحتلين الصهاينة إلا بضع كيلومترات!

الأنباء

تعليقات

اكتب تعليقك