الانتكاسة الأخيرة لوزارة الصحة.. هادي بن عايض منتقدا قرار عودة المرضى في الخارج

زاوية الكتاب

كتب 615 مشاهدات 0

هادي بن عايض

الأنباء

مقام ومقال- مرض وزارة الصحة

هادي بن عايض

 

تعاني وزارة الصحة كباقي الوزارات الكثير من الأمراض الإدارية والمالية المتراكمة منذ عشرات السنين، وما ان تتعافى من مرض معين حتى تعاني من آخر رغم محاولات الوزراء علاجها دون جدوى، وقد تجد للبعض منهم العذر بسبب وجود عوائق قد تكون خارجة عن إرادته، الا ان وزارة الصحة لم تصل في يوم من الأيام إلى الحالة التي تمر بها هذه الأيام، ففي عهد الوزير د. علي العبيدي دخلت الوزارة العناية المركزة وهو الأمر الذي لا يتطلب أي جهد لمعرفته. فزيارة واحدة فقط الى احد المستشفيات تكفي للوقوف على الأوضاع المتردية وسوء الخدمة وتذمر كوادر هذه المستشفيات قبل المريض ومتابعة أحوال المكاتب الصحية الخارجية والمرضى في الخارج تدمي القلب والمناشدات المستمرة في وسائل التواصل الاجتماعي خير دليل، والمؤلم ان هذه المناشدات لا يسمع منها الا القليل ويقطع علاج المحتاج ليعود دون استكمال علاجه او تتكبد أسرته الخسائر المالية لعلاجه بل ان غير المستحق تجاوز على المستحق لأسباب سياسية واجتماعية لا علاقة لها بمرض الشخص بل تعتبر بحد ذاتها مرضا يجب علاجه.

وان كانت قرارات عودة المرضى في الخارج قبل انتهاء العلاج هي الانتكاسة الأخيرة لوزارة الصحة الا ان هناك في الداخل أيضا ما يتطلب الاصلاح ففي كل جوانب الحياة يمكن التأجيل والتجاوز لأسباب عدة الا في صحة الناس. كيف لمسؤول ان يهنأ بنومه وقد اتخذ قرارا بعودة مريض بحاجة للعلاج؟ وكيف لمواطن ان يحفظ نفسه وأسرته وقد اخذ حق مريض مستحق بسبب قربه من وزير او نائب او متنفذ لدرجة ان العلاج اصبح وسيلة للسياحة والدليل ارتفاع أعداد المرضى فترة الصيف!

وزارة الصحة بحاجة الى أن يكون لدى الوزير الاستعداد ان يغلق مكتبه في وجه كل متخاذل في الوزارة وكل صاحب واسطة على حساب مستحق وبحاجة الى ضخ الدماء الشابة والكفاءات واستبعاد الحرس القديم الذي يتحمل جزءا كبيرا من الأخطاء التي نعيشها اليوم، ففي عصر الثورة التكنولوجية والاختراعات العلمية والتي حقق بعضها كوادر كويتية متميزة لا يمكن التقدم بوجود أصحاب فكر «كتابنا وكتابكم»، فحسب المعلومات ان جميع الوزارات أحالت كثيرا من القياديين الذين تجاوزت خدمتهم ثلاثين عاما الى التقاعد ما عدا وزارة الصحة التي ما زال وزيرها متحفظا تجاه هذا الأمر وهو ما ينعكس سلبا على الطاقات الشبابية الطموحة في الوزارة والمؤهلة وقد يؤدي الى هجرة هذه الكفاءات الى أماكن أخرى سواء في القطاع العام او الخاص وحينها لكم ان تتخيلوا الوضع.. هذا ودمتم.

الأنباء

تعليقات

اكتب تعليقك