عبدالكريم الغربللي: لماذا صمت البراك والمليفي عن بعضهما طيلة هذه المدة؟
زاوية الكتابكتب يوليو 26, 2007, 8:22 ص 588 مشاهدات 0
انتابني شعور مختلط، وأنا أتابع هذه المناوشات الحادة الغريبة على ما عهدناه في
أسلوب المخاطبات، ولكن في الوقت نفسه راعني خطورة ما جاء في التهم المتبادلة...
فكيف صمت النائبان الفاضلان عن كل ذلك؟
«إنها أمانة، وانها يوم القيامة خزي وندامة، إلا من أخذها بحقها وأدى الذي عليه
فيها»...
الخلاف الذي اندلع بين النائبين أحمد المليفي ومسلم البراك، حول دور لجنة حماية
الأموال العامة وقرارها الأولي في عدم تحميل العضو المنتدب للهيئة العامة للاستثمار
مسؤولية بيع عقار من قبل صندوق الفرص العقارية لشقيقه، حيث تبادل النائبان التراشق
بالتصريحات والاتهامات الخطيرة، نورد منها المقتطفات التالية:
«تدخل النائب المليفي لدى رئيس الوزراء للضغط لصالح إحدى الشركات التي يمثلها
المليفي قانونيا»، «المليفي يتحدى البراك بأن يثبت صحة اتهامه له بالذهاب إلى وزير
للضغط عليه بعدم تسييل كفالة شركة يمثلها»، المليفي يصف مسلم بأنه «عنده ثلاثة خطوط
حمراء لا يتجاوزها أبداً هي: العنصرية، الانتهازية والمصلحة الخاصة... وفي استجواب
شرار تلاقت الخطوط الثلاثة، وليست واحدة»، ويستطرد المليفي بلوم البراك عندما قام
«وزير الداخلية الأسبق الشيخ محمد الخالد وهو يتجاوز القانون بإعطاء الجنسية لمن لا
يستحق الانتماء إلى الكويت...»، البراك يتهم المليفي بأنه محام عن شركة على نزاع مع
الحكومة، كما تبودلت التهم عن الاستفادة غير المشروعة، وذلك من خلال «تسجيل الأراضي
بأسماء سكرتاريته في مجلس 96، والجواخير بأسماء الأصحاب والأقارب...»، كما اتهم
المليفي البراك بأنه «سجل مركز الهجانة باسم إخوانه ليكدس فيه الموظفين المحسوبين
عليه شراءً لأصواتهم، ضارباً عرض الحائط بأمن البلد وحقوق بقية موظفي وزارة
الداخلية العاملين في المخافر، ومسهلاً لمن لا يستحق سرقة المال العام على شكل
رواتب لا يستحقونها»، ويختتم النائب المليفي بيانه الأخير محذراً النائب البراك
بقوله «النهاية أحذرك بأنني بعد اليوم لن اسمح لك بأن تسيء لأهل الكويت ولرموزها
وشرفائها وسأقف ضدك مستخدماً سلاح الدستور واللائحة، كما انني لن اسمح لك بعد اليوم
بأن تمارس الدور المرسوم لك بتخريب الديموقراطية بممارساتك المنحرفة البعيدة عن
أصول التقاليد البرلمانية وأخلاقنا الكويتية الأصيلة».
لقد انتابني شعور مختلط وأنا أتابع هذه المناوشات الحادة الغريبة على ما عهدناه في
أسلوب المخاطبات، ولكن في الوقت نفسه راعني خطورة ما جاء في التهم المتبادلة...
فكيف صمت النائبان الفاضلان عن كل ذلك؟! لماذا قَبلا سياسة «اسكت عني... واسكت
عنك...؟!»، ولماذا لم يثيراه نخوةً ودفاعاً عن الوطن؟! وادخروه للدفاع عن أنفسهم؟!
ألم تقسموا قائلين «أقسم بالله العظيم أن أكون مخلصا للوطن وللأمير وأن أحترم
الدستور وقوانين الدولة وأذود عن حريات الشعب ومصالحه وأمواله وأؤدي أعمالي
بالأمانة والصدق، ألا تعلمون أنه لقسم عظيم؟ ولماذا سكتم كل هذه المدة الطويلة
والساكت عن الحق شيطان أخرس؟! قال سيدنا رسول الله، صلى الله عليه وآله وسلم، «من
رأى منكم منكراً فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك
أضعف الإيمان»، كما روي عنه، صلى الله عليه وآله وسلم، «إن الله يسأل العبد يوم
القيامة حتى يقول له ما منعك إذا رأيت المنكر فلم تغيره؟ فيقول خشيت الناس
فيقول الله تعالى أنا أحق أن تخشاني»، كما قال الرسول الكريم «إنها أمانة،
وانها يوم القيامة خزي وندامة، إلا من أخذها بحقها وأدى الذي عليه فيها».
الموضوع الآن بعد إثارته بشكل علني وما انطوى عليه من تهم خطيرة بحق الوطن والمال
العام... لم يعد بيد النائبين المتراشقين... ليتم الصلح بينهما و «طمطمة» ما جاء
فيه من تهم خطيرة تصل بعضها- إن ثبتت - إلى الخيانة العظمى... فالواجب يحتم أن يحال
بتفاصيله ما ظهر منها وما بطن إلى النيابة العامة.
وحسناً فعلت مجموعة المواطنات والمواطنين من سكان مشرف وبعض مناطق الدائرة الأولى،
الذين بعد أن جمعوا كل ما نشر ينوون مناقشة نائبهم أحمد المليفي واستجلاء سبب صمته
عن مخالفات جسيمة بحق الوطن وعدم التصدي لها، وادخارها للدفاع عن النفس عند
الحاجة؟! وما خططه لمواجهة مسؤولياته أمام الله والوطن؟ وآمل ان يتم تشكيل لجنة
شعبية مماثلة لمتابعة الموضوع مع النائب مسلم البراك في دائرته الانتخابية...
المواطنون يجب أن يبتعدوا عن السلبية ويمارسوا دورهم بمتابعة نوابهم... أخيراً نسأل
الله عز وجل أن يحفظ الكويت وأن يولي علينا خيارنا... مع أطيب التمنيات للنائب مسلم
البراك بالشفاء العاجل... والنائب أحمد المليفي بالعودة الحميدة.
الجريده
تعليقات