خالد الخالدي: تمرد بعض الفئات هو الذي يشجع إيران على المطالبة بالبحرين
زاوية الكتابكتب يوليو 26, 2007, 8:19 ص 556 مشاهدات 0
أجسادهم في الخليج العربي.. وأرواحهم في
إيران
من أقوى الأسباب التي شجعت الحكومات الإيرانية الحالية والسالفة على التجرؤ
بادعاء تبعية مملكة البحرين والمطالبة بضمها تحت الحكم الإيراني, هو التمرد
المتواصل الذي تمارسه بعض الفئات المواطنة في بعض دول الخليج العربي ضد
قيادات وشعوب هذه الدول وخصوصا في مملكة البحرين الحبيبة, والولاء المطلق
الذي تظهره هذه الفئات لإيران.
فقد دأبت هذه الفئات خلال ثلاثة العقود الماضية على تكثيف نشاطاتها عن طريق
إعلاناتها وتوجهاتها الصريحة المعادية لهذه الدول الأصيلة, وفي الوقت نفسه
تأييد ودعم جميع السياسات والتوجهات الإيرانية المستمرة ضد هذه الدول
المسالمة.
ولعل أبرز الأمثلة على ذلك ما قامت وما زالت تقوم به هذه الفئات من أعمال عنف
وشغب في مملكة البحرين, راح ضحيتها الأبرياء وتعطلت بأسبابها مصالح البلاد
والعباد وكادت أن تؤدي نتائجها إلى كوارث مدمرة لولا تدخل قدرته عز وجل, ومن
ثم حكمة آل الخليفة الكرام ومن خلفهم شعبهم الأصيل وإيمانهم الموحد بسيادة
مملكة البحرين والذود عنها بأغلى الأثمان.
فكلما قالت إيران, أيدوها, وكلما فعلت, ناصروها, وكلما طلبت, نفذوا لها,
مصايفهم ومرابعهم ومنتجعاتهم الشتوية والخريفية في إيران, صحفهم اليومية
وقنواتهم الفضائية ومحطاتهم الإذاعية, جميعها إيرانية, تملأ مساكنهم ومكاتبهم
وسياراتهم وقواربهم وشوارعهم وشركاتهم ومحلاتهم التجارية وأنديتهم الرياضية
ومدارسهم, إما صور لشخصيات إيرانية أو لأخرى في العراق ولبنان, ويرفعون علم
إيران وحزب الله ويقومون بتدريب الأطفال في المدارس لحفظ وترديد أناشيد وطنية
لإيران وحزب الله.. فهل يمكننا بعد هذا كله القول إن ولاء هذه الفئات هو
للبلاد التي يعيشون فيها رغداً وبسلام آمنين?
الإجابة الطبيعية لهذا السؤال هي كلا, فكيف لمن يحمل جنسية البلاد التي ولد
وترعرع فيها ويأكل من ثمرها ويسكن أرضها ويتكلم لهجتها ويسافر بوثائقها مرفوع
الهامة, ويكسب قوته ومعاش أهله منها وينعم بأمنها أن يقوم بمناصرة دولة أخرى
وأن يمنحها ولاءه وتضحياته بدلاً من بلاده الأم?
أمر يثير العجب, فلقد بدأ التوتر الاجتماعي بالتكاثر نتيجة لهذا التناقض لذا
من المفترض بهم أن يحملوا الولاء والإخلاص للأوطان التي احتضنتهم وأجزلت في
إكرامهم وثبتت كيانهم ووجودهم, ولم يكن لهذا التناقض وجود واضح بدول الخليج
العربي في السابق عندما كان الجميع روحاً وطنية خليجية واحدة تحمل المحبة
والإخاء والتعاون دونما أي اعتبار لأي معيار آخر سوى الإسلام والعروبة, ولكن
تغيرت الأحوال وأصبح المجتمع فئات متناحرة ومتضادة نتيجة للتدخلات الإيرانية
التي تؤجج روح التفرقة ما بين هذه الفئات, وخصوصاً بعدما طالبت السلطات
الإيرانية بضم مملكة البحرين المسلمة العربية الأصيلة إلى تبعيتها وكذلك
ممارسة التنغيم على موال التهديد والوعيد لدول الخليج بمنوال مستمر.
يا أهل الخليج العربي الكرام, عودوا إلى أوطانكم بأرواحكم وأجسادكم ولا
تتبعوا عمياً من يريدها عوجا, فليس لكل من يحكم إيران الحق بالمطالبة بمملكة
البحرين الحرة أو غيرها من دول الخليج والوطن العربي والاستهانة بكيان وسيادة
هذه الدول, وحافظوا على عروبتكم الأصيلة وانتمائكم الخالص لها, وخصوصاً في ظل
هذه التداعيات والأحداث التي تعصف بمنطقة الخليج العربي والشرق الأوسط,
وتذكروا دائما إننا محسودون على نعمة الله في الخليج العربي فلا تدعوا
الأجنبي يلعب بوحدتنا وتلاحمنا وفوتوا عليه كل فرصة لتحقيق ذلك.
واجهوا أنفسكم وصارحوها, هل فعلاً تريدون أن تسيطر إيران على دول الخليج
العربي وتتحكم في مصائرها?
إن كانت الإجابة نعم, فننصحك عزيزنا القارئ أن ترحل إلى إيران وتستقر هناك
وتمارس هذه الرغبة كما شئت, وإن كانت الإجابة بالنفي, فندعو الله لك أن تنعم
بالخير والسعادة وتحمده تعالى على نعمة العيش في هذه المجتمعات الخليجية
المسالمة الكريمة وأن تعزز شعورك بالانتماء والولاء لوطنك الذي تنتمي له
وللخليج العربي الأصيل.
خالد شبيب الخالدي*
السياسه
تعليقات