«بان كي مون» والقلق الدائم!.. بقلم ناصر المطيري

زاوية الكتاب

كتب 496 مشاهدات 0


النهار

خارج التغطية- «بان كي مون» والقلق الدائم!

ناصر المطيري

 

يا لهذا العالم المزعج كم سبب من القلق لأمين عام الأمم المتحدة بان كي مون الذي أرهقه الإعراب المستمرعن قلقه إزاء ما يحصل في العالم من حروب وانتهاكات إنسانية وعمليات إبادة بشرية وتهجير ولاجئين في أوضاع مأساوية وشعوب تسرق ومدن تحرق في عالم مضطرب يموج ويهوج في شتى أنواع الويلات، ولكن بان كي مون دائما بالمرصاد لا يترك حدثا إلا ويسرع للتعبير عن قلقه، وأحيانا أسفه لكسر الروتين.

وأمام هذه المهمة الشاقة ومايعانيه الأمين العام للأمم المتحدة من قلق وأذى نفسي قدرت المنظمة الدولية ذلك وخصصت له راتبا شهريا يصل إلى خمسة وثلاثين ألف دولار أميركي عدا ونقدا، هذا وفي كل أزمة عالمية تسبب لفخامته القلق يحصل على تقدير خاص «يدهن سير» مهامه الأممية. في سنة 2014 تجاوز عدد مرات القلق التي أعرب عنها السيد بان كي مون أطال الله في عمره 180 مرة تقريبا تخللتها بعض حالات «التنديد» الناعمة و«الاستنكار» السطحية بحسب ما نشرته الأمم المتحدة من أخبار رسمية تضمنت تصريحات أمينها العام القلق دائما.

ويبدو أن ملاحقة نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي لـ «القلق» الذي يبديه الأمين العام للأمم المتحدة سنويا والسخرية منه أدى لتقليل الرجل من «قلقه»، إذ أظهرت الأخبار التي نشرتها الأمم المتحدة وتضمنت بيانات بان كي مون الرسمية تراجع «القلق» الذي أبداه أو شعر به عام 2015 مقارنة بعام 2014، إذ إنه «أبدى» أو «شعر» بالقلق 48 مرة مقارنة بـ180 مرة في العام الذي قبله،

وجاء اليمن وبوروندي في المرتبة الأولى عام 2015، بعدد «القلق» الذي أبداه بان كي مون، في حين أظهرت أخبار المنظمة الدولية أن سورية التي يدور فيها صراع طاحن حصلت على «قلق» واحد فقط.

وجاءت الأراضي الفلسطينية في المرتبة الثانية، وحصلت على «قلق» الأمين الأممي ست مرات فقط، تلتها أوكرانيا التي حصلت على «القلق» خمس مرات.

وكان لافتا أن «قلق» بان كي مون لا يقتصر على تخصيص دولة به، بل في إحدى القضايا جمع أربع دول بـ «قلق» واحد وهي الكاميرون وتشاد والنيجر ونيجيريا، أصبح العالم يشعر بالقلق لو تأخر الكوري القلق بان كي مون عن الإعراب عن «قلقه» إزاء حدث معين في العالم، المهمة شاقة ومقلقة ورصيد القلق يكاد ينفد من جعبة الأمين العام للأمم المتحدة.

حفظ الله بان كي مون وأدام «قلقه».

 

النهار

تعليقات

اكتب تعليقك