حمد المري: الداخليه مقصره، وماذا كانت ستفعل لو أن مساحتنا كالسعودية أو مصر؟
زاوية الكتابكتب يوليو 26, 2007, 9:07 ص 558 مشاهدات 0
وحش حولي والفشل الأمني
فرحنا بسماع خبر القاء القبض على وحش حولي وسرت أعيننا ونحن نشاهده مكبلا بالحديد
والأصفاد غير أن فرحتنا هذه يشوبها حزن وخوف من المستقبل لما نراه من ترد للأوضاع
في البلاد وتفشي الفساد الاداري الذي لم تسلم منه جميع أجهزة ومؤسسات الدولة ومنها
الجهاز الأمني الذي يعتبر من أهم القطاعات التي اذا صلحت صلح المجتمع وعاش في أمن
وأمان واذا فسدت تفشت الجريمة وضاع الأمن فتتعطل الحياة كون أن الانسان مهما ملك من
المال والطعام والسكن لن يشعر بمتعة هذه النعم اذا غاب الأمن وظهر الخوف وما نراه
في العراق دليل على أهمية الأمن فقد صدق المصطفى صلى الله عليه وسلم حين قال: »من
أصبح منكم معافى في جسده عنده قوت يومه امناً في سربه كأنما حازت له الدنيا«. نحن
لا نهضم حق رجال الأمن وجهودهم التي بذلوها للامساك بهذا الوحش البشري المتجرد من
أبسط معاني الانسانية كونه ارتكب ما يقارب 18 جريمة اغتصاب بحق أطفال صغار ليشبع
رغبته الجنسية الحيوانية دون رادع الا اننا نعاتبهم لتقصيرهم في سرعة القاء القبض
عليه فمنذ 26 فبراير 2006 وهو تاريخ تسجيل أول قضية ضده حتى 21 يوليو 2007 وهو
تاريخ القاء القبض عليه ـ في اللحظات الأخيرة قبل هربه ـ لم تستطع وزارة الداخلية
التوصل اليه ونحن نعيش في بلد صغير المساحة يستطيع أي شخص أن يقطع المسافة ما بين
الحدود الجنوبية الى الحدود الشمالية بالسيارة في أقل من ثلاث ساعات فماذا ستفعل
وزارة الداخلية لو أننا نعيش على أرض مساحتها كمساحة المملكة العربية السعودية أو
جمهورية مصر العربية حتماً سيكون هناك الكثير من الوحوش البشرية التي ترتكب جرائمها
دون أن تقدر وزارة الداخلية أن تتوصل اليهم . فوزارة الداخلية فشلت في هذه القضية
ولم تنجح مهما عقدت من مؤتمرات صحفية تلمع فيها صورتها لأن الواقع يكذبها سواء عبر
هذه القضية أو غيرها مما نشاهده من جرائم قتل ومخدرات واغتصاب وغيرها من جرائم لم
تقدر الأجهزة الأمنية على ردعها بل وفي أحيان أخرى عدم قدرتها على الامساك بالجاني
كما هو حال وحش حولي. ان اللوم لا يقع على وزارة الداخلية وحدها بل يقع على الحكومة
والبرلمان فالأولى يبهرها الاعلام وما تكتبه الصحافة من نفاق اعلامي متمثل في ذكر
أكبر رتبة عسكرية في أي قطاع أمني يحقق انجازاً كالقاء القبض على مجرم أو منع جريمة
من وقوعها أو افشال محاولة ادخال مخدرات الى البلاد متدرجين حتى أصغر فرد ومع العلم
بأن الكثير من كبار الضباط العسكريين المذكورين في الخبر قد لا يعلمون بهذه العملية
بل ان البعض منهم يكون مسافراً خارج البلاد! فهذا النفاق الاعلامي يعتبر احدى ركائز
الفساد الاداري الذي ينخر في جسم الجهاز الأمني أما اللوم الواقع على مجلس الأمة
فهو سكوته على هذا النفاق وعدم محاسبته للمقصرين في أداء عملهم فهو مشغول
بالمجادلات السياسية الحزبية الساعية لتحقيق مصالح سياسية وشخصية دون الالتفات الى
الأوضاع المتردية في البلاد. اننا نكتب هذه السطور مترحمين على أيام السبعينيات من
القرن الماضي ووجود رجال حرس الأسواق المنتشرين في جميع الأسواق والمحلات يرددون
كلمتهم الشهيرة بصوت عال (صاحي ... صاحي) فلا يتجرأ أي كان على السرقة أو ارتكاب أي
جريمة وفي نفس الوقت نحذر الحكومة بأن وحش حولي لن يكون الأخير ما دام الفساد
الاداري والنفاق الاعلامي يسيطران على الجهاز الأمني .
الوطن
تعليقات