الشهادة الدراسية ليست إلا مجرد رخصة للتوظيف.. بوجهة نظر محمد المطني

النهار

نقش-التعليم ليس المقياس

محمد المطني

 

بدأ قطار العام الدراسي وبدأ معه الزحام في الشوارع في ماراثون الطلبة والموظفين ، وتعود في هذه الأيام على صغارنا مشكلة التذبذب بين حياتهم في الإجازة الطويلة وتعودهم على نمط معين وبين الالتزام بالدراسة والانتظام،  وهذه المرحلة تنحصر في أسابيع قليلة ستمضي وتنتهي معها هذه اللخبطة، فالصبر مطلوب والتدرج مهم.

مستقبل أبنائنا ليس محصوراً في التحصيل الدراسي فقط مع أهميته ، الشهادة الدراسية ليست إلا مجرد رخصة للتوظيف في أفضل أحوالها ، فهونوا على أطفالكم ولا تحملوهم فوق طاقاتهم، احصروا دراستهم ما استطعتم داخل أسوار المدرسة والتفتوا لحياتهم وهواياتهم فهي الأهم ، راجعوا قصص الناجحين في كل المجالات وستكتشفون أن التعليم مجرد عامل ثانوي في نجاحاتهم التي كان السبب الرئيس في تحقيقها عملهم فيما يحبون وأكثرهم كان نجاحه في مجال هوايته.

وزارة التربية التي أهملت حصص النشاط المدرسي التي تنمي عند الطالب حبه لمجال معين وتصقله وهي وظيفة من أهم واجبات الوزارة والتي فرطت في تنمية مواهب الآلاف من الطلبة وحاصرتهم بالتلقين الدراسي الكئيب الذي أثبت فشله في العالم وتم استبداله بنظم حديثة تهتم بما يتقنه الطالب ويحبه لا الفرض والإجبار والتلقين الذي يتجاوز الفهم والإدراك ويجعل أبناءنا مجرد صناديق معلومات لا تعرف كيف تستخدمها ومتى تستفيد منها.

بعد هروب وزارة التربية من واجبها بتنمية مواهب أطفالنا ينتقل هذا الدور إلى الأسرة التي يجب عليها المساهمة في تعبيد طرق هوايات أبنائها وتصحيحها لا مشاركة وزارة التربية في عملية هدم الطلبة وتحويلهم إلى حصالات وآلات تسجيل لما يقال في الفصول ، افرحوا بأطفالكم وافسحوا لهم المجال في المنزل ليمارسوا ما يحبون ، وليكن للترفيه والحركة مجال في حياتهم ، فما هو الطفل دون ضحكة وابتسامة؟. تفاءلوا.