عن إنقطاع صلة الرحم .. يتحدث بدر المديرس

زاوية الكتاب

كتب 499 مشاهدات 0

بدر المديرس

 

الوطن

وســلامتكم- صلة الرحم

بدر المديرس

 

في هذا العالم العجيب الأطوار والمحمل بالمشاكل التي لا حصر لها خاصة في هذا الزمن الرمادي الذي اختلف عن ماضينا الجميل بزمن التواصل وصلة الرحم التي كنا نعرفها وبدأنا نعيش زمن البعض من الذين انتزعت من قلوبهم (صلة الرحم) ولا يكاد لا يصدقها العقل المتفتح والشواهد كثيرة على توقف تفكير حياة الإنسان بالذي يجري بالعالم بفقدان (صلة الرحم) من البعض الذي انتزعت الرحمة من قلوبهم .

وعلى سبيل المثال الذين يحاولون التخلص من زوجاتهم ورفيقات دربهم وانعدم الوفاء (وصلة الرحم) بينهما وعلى سبيل المثال نذكر الرجل الذي حاول التخلص من زوجته والذي تشاجر معها ولم يجد طريقة للتخلص منها إلا أن يفضل دخول السجن على العيش معها بالمنزل الذي جمعهما طوال حياتهما وما كان منه إلا أن قام بسرقة أحد البنوك وانتظر البقاء في البنك بعد السرقة منتظرا رجال الشرطة للقبض عليه لإيداعه بالسجن للعيش فيه بدلا من العيش مع زوجته لتنقطع (صلة الرحم) بينهما .

ولكن الأدهى والأمر أن إحدى السيدات اتصلت بشرطة أحد الدول لتخبرهم أنها تريد مع زوجها أن يسافرا في رحلة سياحية بدون أن يأخذا معهما طفلهما الذي لم يتجاوز أشهر عديدة من العمر فقاما بالاتصال بأحد مراكز الشرطة في بلدهم ليطلبا من رجال الشرطة أن يقوموا برعاية طفلهما إلى أن يعودان من رحلتهما السياحية بدون أي اعتبار وحنان الأبوين لطفلهما وتفضيلهما الرحلة السياحية على طفلهما وهي أيضا إحدى شبه انقطاع (صلة الرحم) ولو مؤقتا إلى أن يعود الزوجان من الرحلة السياحية .

وأما في مجتمعاتنا العربية فحدث ولا حرج عن انقطاع (صلة الرحم) وأذكر هنا الشخص المريض المسافر إلى الخارج للعلاج وكان متزوج ولديه عدد من الأبناء والبنات وكان مسافرا لوحده مع الخادم الذي معه وهو على الكرسي المتحرك في المطار ولا يوجد أحد في توديعه فأين (صلة الرحم) والله يكون في عونه .

وأكثر من ذلك أنه حدثني أحد الأصدقاء ونحن نتحدث عن (صلة الرحم) التي تتزايد في المصالح خاصة التي تتعلق بالأمور المادية وذلك من خلال مشهد في أحد الأفلام الدرامية أن أحد الآباء لديه ولد وحيد حاول أن يقنعه بمواصلة الدراسة في أي مكان في العالم أو يبحث له عن عمل ولكن هذا الابن رفض لا أن يدرس أو يشتغل وكان والده يعطيه مصروف الجيب اليومي ليقول له الولد لماذا أدرس أو أشتغل أنت تعطيني مصروفي اليومي وأنت في عمر متقدم من العمر ومريض أيضا وإذا توفيت سوف أكون أنا الوريث الوحيد وأعيش بميراثك من الأموال والعقارات ولذلك نقول انقطعت (صلة الرحم) من هذا الابن لوالده .

آخر الكلام :

إن الحديث عن (صلة الرحم) التي نعايشها في حياتنا المعيشية تحتاج لمؤلفات وروايات وقصص حقيقية من الواقع في مختلف مجتمعات العالم بالمشاكل التي لا حصر لها التي انتزعت الرحمة من قلوب البعض من الناس .

ولكن يبقى القول أن هناك (صلة الرحم) راسخة في قلوب البعض من الناس من الأبناء والبنات وفي مجتمعنا الكويتي والحمد لله لا يخلو من رسوخ (صلة الرحم) في قلوب بعض الأبناء والبنات .

وأذكر هنا أن أحد الأشخاص ابنته مرتبطة مع والدها ارتباطا يفوق التصور تراها معه بصحبته في أي مكان يذهب إليه وهو عاجز عن الحركة في عارض صحي ولكن (صلة الرحم) بين الأب وابنته الأبية تخفف عن والدها من العارض الصحي الذي تعرض له وفي ميزان حسناتها بدعاء الأب لها ودعاء أقربائها وقالت الابنة لي وأنا أراها مع والدها لأنني أعرف والدها قلت لها جزاك الله خيرا بصحبة والدك فردت قائلة هذا جزء بسيط من أفضال والدي علي وأنا وهبت حياتي لرفقة والدي وسعادته وهذا كل شيء بالنسبة لي في حياتي بالقرب من والدي وهذه هي (صلة الرحم) .

وأيضا أذكر من (صلة الرحم) بالوفاء الحقيقي الملتزم بين زوجين أعرفهما تماما فعندما يمرض أحدهما ويدخل المستشفى يظل الآخر المتعافي بالصحة والعافية بجانب الآخر الذي تعرض لعارض صحي ينام معه في المستشفى لا يفارقه أبدا طوال بقائه في المستشفي لعدة أشهر إلى أن يمن الله عليه بالشفاء إلى جانب تواصل الأهل والأقرباء معه في المستشفى وهذه هي (صلة الرحم) لا صلة المال المتفشية من البعض في مجتمعنا .

تبقى (صلة الرحم) نعمة بين الأقرباء والتي يدعونا ديننا الإسلامي الحنيف إليها بالتواصل والمحبة بيننا نشد أزر بعضنا البعض (بصلة الرحم) .

وسلامتكم

الوطن

تعليقات

اكتب تعليقك