من أساليب الطغيان التنكيل بالمخالفين.. بوجهة نظر عبد العزيز الفضلي

زاوية الكتاب

كتب 352 مشاهدات 0

عبد العزيز الفضلي

الراي

رسالتي -عاشوراء وهلاك الطاغية

عبد العزيز الفضلي

 

كلما مرت بنا ذكرى يوم عاشوراء، تذكرنا معها كيف أهلك الله تعالى أحد طغاة الأرض، ممن تجبّروا وطغوا، وخرّبوا وأفسدوا.

عاشوراء هو يوم أنجى الله تعالى فيه موسى عليه السلام وأتباعه، وأهلك فرعون وجنوده.

ذلك الهلاك الذي جعله الله تعالى آية عبر الزمن، لكل ظالم وباغية وطاغية.

لقد تسلط فرعون بما آتاه الله من ملك وسلطان وجنود، على عباد الله، بالقتل والتعذيب والتشريد، وهي أفعال يكررها بعض من ملك قوة السلطان والجند هذه الأيام، فترى شعبه بين معتقل معذب، أو طليق مهان.

لم يعترف فرعون بآراء كل من حوله، إذ كان يرى أن رأيه صواب لا يقبل الخطأ، فكان يقول «ما أُريكم إلّا ما أرى وما أهديكم إلّا سبيل الرشاد»، وهي آفة يصاب بها معظم من ملكوا السلطان.

ومن سنن الله تعالى في الكون، سُنّة التدافع، إذ لا يمكن أن تبقى قوة واحدة على الأرض مسيطرة طول الوقت «ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض».

فأرسل الله موسى عليه السلام، لينصح فرعون ويذكره، وليقف في وجه ضلاله وفساده.

ومن عادة أهل الطغيان، البطش بمن يقف في طريقهم، أو يحول دون عبودية الجماهير لهم، ويتبع في ذلك أساليب عدة... منها تشويه الصورة، وتخويف الناس، وتحذيرهم من مخطّطاتٍ ليس لها في الحقيقة إلا ما يدور في مخيّلتهم. لذلك قال فرعون «إنّ هؤلاء لشرذمةٌ قليلون * وإنهم لنا لغائظون * وإنا لجميعٌ حاذرون».

وللأسف أن تستجيب جموع كثيرة من الجماهير لهذه الدعاوى من دون أدنى بصر أو بصيرة، فتصدقها وتنساق وراءها.

ومن أساليب الطغيان، التنكيل بالمخالفين، حتى ولو وصل الأمر إلى سفك الدماء أو هتك الأعراض.

ولما اشتد الأذى بأصحاب موسى، وأراد فرعون التخلص من موسى، جاءه الوحي الرباني: «فأسْرِ بعبادي ليلا إنكم متّبعون».

فخرج موسى ومعه 600 ألف من المؤمنين، فراراً من بطش فرعون، وهي حال كثير من الشعوب العربية التي غادرت بلادها مُرْغَمة مُكْرهة فرارا بنفسها وبدينها، والشعب السوري، خير مثال.

ثم استطاع فرعون أن يدركهم عند البحر، ولحظتها أصاب بعض أصحاب موسى، اليأس، وأيقنوا بالهلاك، فقالوا بصوت الخائف الوجل المستسلم «إنا لمُدْركون»، وهي حالة يعيشها للأسف بعض المسلمين ممن استسلم لواقعه المرير، وآيس من رحمة رب العالمين!

وهنا يأتي صوت الإيمان والثقة بالرحمن، صوت من علم أن الله تعالى يتولى عباده الصالحين، ولا يجعل للكافرين عليهم سبيلاً، فقال موسى «كلا إن معي ربي سيهدين».

وقوة الإيمان واليقين هذه موجودة لدى من يقفون في وجه الظلم في العديد من البلاد العربية والإسلامية، أولئك الذين يدركون أن الليل لا بد وأن ينجلي، وأن القيد لا شك بأنه منكسر.

وهنا جاء الفرج من الله تعالى، إذ أوحى إلى موسى «أن اضرب بعصاك البحر»، فانفلق إلى 12 طريقا فنجا موسى وأتباعه.

ولو تفكر فرعون قليلا، لوجد أنها معجزة لا يمكن أن تتحقق إلا على يد رسول أو نبي.

لكن العناد والاستكبار دفعه إلى اقتحام البحر، ليكون في ذلك هلاكه وجنده، وذلك العناد هو أحد أسباب هلاك الدول والأمم.

إن من حكمة الله تعالى أن أنجى جثة فرعون بعد موته، لتكون لمن خلفه آية، فهل من معتبر؟

 

 

الراي

تعليقات

اكتب تعليقك